الطقس
الأيام القادمة الأكثر حرارة في الشرق الأوسط خلال العام
قال الفلكي عماد مجاهد ان الحسابات الفلكية تشير إلى أن الأرض ستكون في نقطة الأوج، أي في ابعد مسافة تصلها عن الشمس يوم غد الاثنين حيث ستكون على مسافة 152 مليون و 92 ألفا و 504 كيلومترات، ويسود في هذه الفترة فصل الصيف الحار واللاهب في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بينما يسود فصل الشتاء البارد والقارص في النصف الجنوبي، وعليه فحرارة الأرض والفصول السائدة لا تعتمد بالضرورة على قرب الأرض أو بعدها عن الشمس وإنما على ميلان محور دوران الأرض حول الشمس والذي يؤدي تبعا لذلك إلى تغير الفصول الأربعة وطول الليل والنهار.
وأضاف مجاهد الذي يعمل رئيسا لقسم الأهلة في دائرة الإفتاء العام ان “العرب التي عاشت في شبه الجزيرة العربية أو ما يعرف ببلاد الحجاز وكذلك بلاد الشام عرفت منذ آلاف السنين فترة الحر الشديد التي تمر فيها هذه البلاد من خلال مواعيد النجوم وشروقها كعلامة على هذه المواعيد، وعرفت الأيام الحارة والباردة وأيام المطر وانتشار الربيع وأيام الجفاف وغيرها من خلال ربطها بمواعيد شروق النجوم وغروبها، وبناء على هذا العلم (علم الأنواء) كانت القبائل العربية تتنقل من مكان لآخر طلبا للكلأ والماء من خلال شروق وغروب نجوم معينة، فتعرف موعد سقوط المطر وموعد الدفء وموعد ظهور أعشاب معينة ونباتات معينة وغيرها من الظواهر الجوية والطبيعية على مدار العام”.
ووفقا لعلم الأنواء فإن موعد طلوع منزلة الهنعة (كوكبة الجوزاء) سيكون يوم 16 تموز القادم وتبدأ بعدها منزلة أو طالع الذراع يوم 29 تموز القادم وتستمر حتى طلوع نجم سهيل يوم 25 آب القادم، وبطلوع نجم سهيل تبدأ الأيام الحارة بالانحسار وتتهيأ الظروف لسقوط أمطار موسمية في شبه الجزيرة العربية وقد تمتد لتصل الشرق الأوسط، لذلك كانت العرب تقول إن طلع سهيل لا تؤمن السيل.
وبطلوع هذه المنزلة (الجوزاء) تعرف العرب أن اشد أيام الحرارة في العام قد بدأت، ففي هذه الفترة تهب رياح السموم التي تستمر لمدة 52 يوما وحتى موعد طلوع نجم سهيل، حيث يؤثر المنخفض الهندي الموسمي على شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وقد يمتد ليصل إلى شمال إفريقيا، وتؤدي هذه الرياح إلى تعرض المنطقة لحرارة لاهبة مرافقة لرياح شمالية غربية بحيث تتجاوز الخمسين درجة في المناطق الجنوبية من العراق والكويت والسعودية وليبيا والجزائر.
وتتكون منزلة الجوزاء من نجمين هما الجوزاء الأولى والجوزاء الثانية، ومن علامات دخولها لجوء العقارب والأفاعي السامة إلى أماكن الظل هربا من أشعة الشمس الحارقة، وتغير لون التمور على النخيل، ونقصان طول النهار وزيادة عدد ساعات الليل نتيجة عودة الشمس من أقصى زاوية شمال خط الاستواء باتجاه الجنوب، وكانت العرب في الجاهلية وبداية نزول الوحي ونشر الدعوة الإسلامية قد عرفت هذه الحالة باسم (الانصراف) أي اخذ الليل حصته من النهار ومن بعدها ينحسر الحر الشديد، ولذلك قالت العرب: “لا حر بعد الانصراف ولا برد إلا بعد الانصراف”.
–(بترا) ج