تقارير

رغم إعاقة الشلل الدماغي.. الخضور ينافس الأصحاء

عمان  – لم يقف الشلل الدماغي الرباعي التقلصي حائلا بين العشريني محمود الخضور وإصراره في التغلب على إعاقته وتحقيق طموحه التعليمي والاجتماعي بالمثابرة والإرادة.فقد تمكن الخضور من الحصول على شهادة الثانوية العامة بدرجة متفوقة تخصص الفرع العلمي، ليلتحق بالجامعة العربية المفتوحة ويحصل على بكالوريوس تقنية حاسوب وبرمجةالإدارة المعلوماتية “اي تي” بانتظار الشهادة الجامعية.واختار الخضور تخصص برمجة الكمبيوتر “لحاجته للتفكير وتحفيز العقل”، وفق ما يقول، حيث يتواصل مع الناس عن طريق البورد وجهاز الحاسوب “اللابتوب” باستخدامه لغة برمجة الجافا رغم اعاقته.وإضافة الى ذلك، فالخضور ناشط في العمل التطوعي، وعضو هيئة ادارية في نادي خريجي الجامعة العربية المفتوحة، وحاضر في 14 جامعة حول الاعاقة، وشارك في ندوة عنوانها “لسعة امل” نظمتها مؤسسة جود التي تعنى ببث روح الامل للشباب والبحث عن الايجابيات وعدم الرضوخ والتشاؤم، شعاره في ذلك مقولة لم ينسها كان والده يرددها على مسامعه “انك خلقت لتكون ولم تخلق عبثا”، مشيرا الى أن هذه المقولة زرعت في نفسه الامل “لأظهر للدنيا منقوص الجسد كامل العقل، رغم انني اصطدمت بواقع المجتمع”.أخذ على نفسه أن يتحدى الصعاب والمعوقات، فـ “كنت طالبا لا يفرقني عن زملائي الا جلوسي على كرسي بعجلات”، لافتا الى أنه خلال دراسته الجامعية استعمل جهاز اللابتوب بأصابعه المرتعشة لتحفر في كبسات هذا الجهاز كي أتواصل مع الناس.والخضور الذي يطمح في إكمال دراسته العليا أنشأ مبادرة خاصة بعنوان “انا زيك وحقي مثل حقك” عمرها الزمني 4 سنوات، خاطب فيها المجتمع لكسر حاجز الخوف مع ذوي الإعاقة، ووضع هذا الجهد في كتاب مطبوع باسم “خربشات متمردة” جمع فيه عصارة افكاره عن الحياة.. الامل والطموح، وبجانب هذا الكتاب يحضر لبرنامج اذاعي يختص بذوي الاعاقة اسمه “احباب الرحمن”.ويؤكد ان أول خطوة في النجاح بالنسبة للمعاق هي تقبل الإعاقة مهما كانت والتعايش معها، والتفكير فيما داخل الصندوق، والثانية هي التعلم كيف نساعد بما يحتاجه المعاق وليس بما يحتاجه المقابل، والثالثة هي خطوة التعليم كي يستطيع المعاق كسر حاجز الخجل والخوف.ولا يخفي الخضور انه “يعشق اعاقته كعشق الشخص السوي لنصفه الاخر، العشق المسموح، لأنني لولا اعاقتي لما كنت مميزا وناجحا”.ويبين والده عاطف محمود الخضور ان ابنه “يعاني من اعاقة حركية بالأطراف السفلية والعلوية والنطق (شلل دماغي رباعي تقلصي) منذ سنتين بعد ولادته، وكان لدينا الايمان بالله سبحانه وتعالى وهو من اعطانا القوة والعزيمة، واعتبرناها منحة وليست محنة، وتعاهدنا ان نسير بهذا الطفل ونوصله الى مراتب تمكنه من التغلب على الاعاقة”.ويؤكد انه بمساعدتنا، وبمساعدة الاهل والاصدقاء، انطلق محمود واصبحت له مبادرات لها اثر اجتماعي على المجتمع والعمل التطوعي ويقدم المساعدة لذوي الاعاقة.

 

–(بترا)

إغلاق