دراسات
الإناث يشكلن ٦٤% من الحالات التسمم والانتحار في الأردن
بلغ عدد حالات التسمم ١٠٧ حالات عام ٢٠١٦ تم رصدها من قبل القطاع الصحي العام، منها ٦٩ حالة لإناث و ٣٨ حالة لذكور، وشكلت بذلك تراجعاً مستمراً منذ عام ٢٠١٢، حيث كان هنالك ٢١٠ حالات عام ٢٠١٢، و ٢٩٧ حالة عام ٢٠١٣، و ٢٦٠ حالة عام ٢٠١٤، و ١٨٠ حالة عام ٢٠١٥، وفقاً للتقرير السنوي لمديرية صحة البيئة لعام ٢٠١٦.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن الإناث يشكلن ٦٤.٤% من العدد الإجمالي لحالات التسمم، علماً بأن جميع حالات التسمم للذكور والإناث تركزت في مناطق معينة من المملكة تبعاً للقطاع الصحي، وهي الكورة (٣٥ حالة)، والزرقاء (٢٣ حالة)، ودير علا (٢٣ حالة)، والمفرق (٩ حالات)، وإربد (٦ حالات)، والبادية الشمالية (٦ حالات)، والشونة الجنوبية (٤ حالات)، والبلقاء (حالة واحدة).
وبتوزيع حالات التسمم حسب الأسباب، جاء التسمم غير المقصود بالمركز الأول (٧٥ حالة)، تلاه الإنتحار (١٨ حالة)، ومن ثم لدغ العقرب (٨ حالات)، ولدغ أفعى (٥ حالات)، واخرى (حالة واحدة). وتضيف “تضامن” بأن الإنتحار بواسطة السم شكل ١٦.٨% من حالات التسمم.
ومن حيث العمر للذكور والإناث، فقد كانت أعمار ٤٥ حالة فوق ٢٠ عاماً، و ٣١ حالة أعمارهم ما بين ١٠-٢٠ عاماً، و ٣١ حالة أخرى أعمارهم أقل من ١٠ أعوام.
أما من حيث المادة المسببة للتسمم، فقد إحتلت الأدوية المركز الأول بعدد (٤٣ حالة)، تلاها الغازات (٢٩ حالة)، والمبيدات (١٤ حالة)، ولسعة العقرب وعضة الأفعى (١٣ حالة)، والمنظفات (٤ حالات)، والمواد الصناعية والبترولية (٣ حالات)، والحيوانات والنباتات (حالة واحدة).
هذا وقد شهد عام ٢٠١٦ أعلى عدد حوادث انتحار في الأردن، ذهب ضحيتها ١١٧ شخصاً ، تمت بطرق مختلفة منها إطلاق نار وحرق وشنق وشرب سموم وتناول كميات كبيرة من الأدوية والقفز عن مرتفعات. وقد بلغ عدد المنتحرين من الذكور ٩١، و٢٦ من الإناث، وبنسبة ٢٢.٢%.
وتضيف “تضامن” بأن عدد جرائم الإنتحار المرتكبة عام ٢٠١١ بلغت ٣٩ جريمة، وبدأت بعدها بالإرتفاع حيث أرتكبت ٨٦ جريمة عام ٢٠١٢، و ١٠٨ جريمة عام ٢٠١٣، وإنخفضت الى ١٠٠ جريمة عام ٢٠١٤ لتعود وترتفع خلال عام ٢٠١٥ حيث بلغت ١١٣ جريمة.
وفي تقرير يعد الأول من نوعه حول الإنتحار والذي أصدرته منظمة الصحة العالمية خلال شهر أيلول ٢٠١٤ بعنوان “الوقاية من الإنتحار: ضرورة عالمية”، أشار الى عدد من الخرافات حول الإنتحار وبيّنت الحقائق المتعلقة بها.
وفي ظل هذه الأرقام المتزايدة من حالات الإنتحار أو حالات الشروع في الإنتحار، فإن عدد من الخرافات المتعلقة بالإنتحار والمنتشرة بين الأشخاص في الأردن وعلى مستوى العالم تساهم في منع مد يد المساعدة للأشخاص المعرضين لخطر الإنتحار.
وتقول الخرافة الأولى بأن “الناس الذين يتحدثون عن الإنتحار لا يقصدون القيام بذلك”، وفي الحقيقة كما تقول منظمة الصحة العالمية أن الناس الذين يتحدثون عن الإنتحار قد يسعون للحصول على المساعدة أو الدعم، كون عدد كبير منهم يعانون من القلق والإكتئاب واليأس وربما يشعرون أنه لا يوجد خيار آخر.
وتقول الخرافة الثانية بأن “معظم حالات الإنتحار تحدث فجاة دون سابق إنذار”، والحقيقة أن معظم حالات الإنتحار قد سبقها علامات تحذيرية سواء لفظية أو سلوكية، وبالتأكيد هنالك حالات قد تحدث دون سابق إنذار إلا أنه يجب أن نعرف ما هي هذه العلامات التحذيرية والإنتباه لها.
وتقول الخرافة الثالثة بأن “الشخص الذي لديه ميول إنتحارية عازم على الموت”، والحقيقة على العكس من ذلك، غالباً ما يكون الأفراد الذين لديهم ميول إنتحارية مترددين ما بين الحياة أو الموت، وقد يتصرف الشخص بإندفاع عن طريق شرب المبيدات الحشرية مثلاً، ويموت بعد بضعة أيام على الرغم من أنه كان يريد أن يعيش، لذلك فإن الحصول على الدعم النفسي في الوقت المناسب يكون سبباً في الوقاية من الإنتحار.
أما الخرافة الرابعة فتقول “الشخص الذي يفكر مرة في الإنتحار سيظل دائماً يفكر في الإنتحار”، والحقيقة أن تصاعد خطر الإنتحار غالباً ما يكون قصير الأجل ويرتبط بوضع محدد، وفي حين أن الأفكار الإنتحارية قد تعود مرة أخرى، إلا أنها ليست دائمة وبإمكان الشخص الذي يعاني من الأفكار والمحاولات الإنتحارية في السابق المضي قدماً ليعيش حياة طويلة.
والخرافة الخامسة تقول بأنه “فقط ممن لديهم إضطرابات نفسية يقدمون على الإنتحار”، والحقيقة أن السلوك الإنتحاري يشير الى التعاسة العميقة لكن ليس بالضرورة الى الإضطراب النفسي، ولا يتأثر كثير من الناس المتعايشين مع الإضطرابات النفسية بالسلوك الإنتحاري، وليس كل الناس الذين ينتحرون لديهم إضطراب نفسي.
أما الخرافة السادسة والأخيرة فتقول أن ” الحديث عن الإنتحار فكرة سيئة ويمكن تفسيرها على أنها تشجع على الإنتحار”، والحقيقة أنه ونظراً لإنتشار وصم الإنتحار على نطاق واسع فإن معظم الناس الذين يفكرون في الإنتحار لا يعلمون مع من يتحدثون، وبدلاً من تشجيع السلوك الإنتحاري فإن الحديث بإنفتاح يمكن أن يمنح الفرد خيارات أخرى أو الوقت لإعادة التفكير في القرار المتخذ، وبالتالي الوقاية من الإنتحار.
وتضيف “تضامن” بأن عوامل الخطر الرئيسية للإنتحار كما ذكرتها منظمة الصحة العالمية، تتمثل في العوائق التي تحول دون الحصول على الرعاية الصحية، وسهولة الحصول على وسائل الإنتحار، والتقارير الإعلامية غير الملائمة، والوصم المصاحب لسلوك طلب المساعدة، والكوارث والحروب والصراعات، وضغوط التبادل الثقافي والتفكك، والتمييز، والصدمة أو الإنتهاك، والشعور بالعزلة وفقدان الدعم الاجتماعي، والصراع أو الشقاق أو الخسارة في العلاقات.
فيما تمثلت عوامل الخطورة الفردية في وجود محاولة إنتحار سابقة، والإضطرابات النفسية، وإستهلاك الكحول على نحو ضار، وفقدان الوظيفة أو الخسارة المالية، واليأس، والألم المزمن، ووجود تاريخ عائلي للإنتحار، والعوامل الوراثية والبيولوجية.