الصحة والطب
مرضى سرطان بمستشفيات الأردن لم يتلقوا أدويتهم منذ أشهر
معاناة ويلات السرطان لم تعد المصاب الأعظم لصاحبه، حيث أن حيرة علاجه ودرب مشفاه وثقل ساعات يومه، أصبحت أشد ألما من المرض، حيث كشف مرضى في مستشفى الحسين للسرطان عن عدم تلقيهم العديد من الأدوية منذ أشهر، إضافة إلى عدم صرف العديد مؤكدين أن أغلب الأدوية تم وقف صرفها.
كما اشتكى عدد من المرضى انتظارهم لإصدار اعفاءاتهم في وقت تجاوز الثلاثة شهور، موضحين أن الحالة المرضية لديهم تتراجع يوما تلو الآخر لتأخير المباشرة في العلاج، إلى جانب عدم توفر العلاج الكيماوي في مستشفى البشير.
وأضح مساعد مدير مركز الحسين للسرطان الدكتور منذر الحويرات، ان مركز الحسين ليس هو من اوقف التعامل واعتماد الاعفاءات الطبية لعلاج مرض السرطان وإيقاف معالجة الباطنية لهم مؤكد ان الحكومة هي من اصدرت القرار.
وبين الحويرات ان مستشفى الحسين للسرطان كان قد تلقى كتابا رسميا الماضي يشير الى رفض وزارة الصحة دفع تكاليف مرضى السرطان الذين يتلقون علاجات للأمراض الباطنية باعتبار وزارة الصحة هي الجهة المؤمنة.
وبحسب الدكتور منذر فإن وزارة الصحة الأردنية قامت بإصدار قرار يمنع صرف الأدوية الباطنية بعد شهرين من أخذ المريض لجرعة الكيماوي، مبينا أن الوزارة تقوم بجولات تفتيشية بعد تشكيل لجنة تدقيق، ولا يسع مركز الحسين سوى الالتزام بالقوانين والقرارات الحكومية.
الصحة تعلق
ونفى الناطق الإعلامي باسم وزارة الصحة الدكتور حاتم الأزرعي أن تكون الحكومة قد قررت الغاء اعفاءات واستثناءات التأمين الصحي لمواطنين غير مؤمنين صحيا، تقدم من قبل رئاسة الوزراء، مؤكدة أن الحديث هو حول تنظيم الحصول على الاعفاءات، وتطبيق ما هو منصوص عليه في التعليمات الاساسية.
وقال الأزرعي إن ما جرى تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن “عار عن الصحة”، مبينا أن الحكومة لم تتخذ قرارا بهذا الخصوص، ولم تناقش هذا الأمر أو أي مقترح بهذا الخصوص.
لكن قضية تنظيم منح الاستثناءات والاعفاءات في التأمين الصحي لشريحة من المواطنين عبر رئاسة الوزراء تعتبرها الحكومة امرا “لا يحقق العدالة” في ظل الاسس الحالية، بحيث يوجد لجنة طبية تستطيع أن تقرر مدى حاجة المريض لتحويله إلى مركز الحسين للسرطان أو إلى مستشفى تابع للوزارة.
ويقتضي منح الإعفاء دراسة حالة المريض، إلى جانب توفر علاجه بأحد المستشفيات، إذ أن التحويل المباشر لمركز الحسين للسرطان في الغالب يقتصر على الحالات المستعصية والمزمنة، وهي مكلفة، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الحكومة ماضية في استكمال مشروع التأمين الصحي الشامل للمواطنين.
كما بين الأزرعي أن غير المؤمّن يمكنه الحصول على الاعفاء الطبي وكل ما في الأمر أن عليه أن يراجع مستشفيات وزارة الصحة، لا مستشفيات الجامعات أو المدينة الطبية كما كان يحصل سابقاً.
وأشار إلى أن الإجراءات التي كانت تحصل في السابق لم يطرأ عليها أي تغيير، باستثناء أمر وحيد يتمثل في أن المتحصل على الإعفاء ممن لا يمتلك التأمين الصحي يجب أن يعود مستشفيات الصحة.
وأضاف إن الحكومة باقية على المعالجات، ولكن ضمن محددات وبما يكفل تحقيق العدالة للجميع، وحتى لا يكون هناك فساد في هذا الأمر.
غياب الكيماوي
الصيدلانية سهى مرعي، المسؤولة عن قسم المشتريات في وزارة الصحة، قالت إن القسم يقوم بمتابعة الأمور الشرائية للأدوية العلاجية والكيماوي، مبينة أن عدد المرضى في مستشفى البشير يتزايد بشكل يومي، الأمر الذي أثر سلبا على توفر العلاجات للمرضى.
وبينت مرعي أن بعض العلاجات الكيماوية، كانت تُطلب بشكل مقتصر على عدد بسيط من المرضى، إلا أن الطلب عليها أصبح بكميات غير متوقعة، مما يتطلب توفير أدوية بشكل أكبر، الأمر الذي يأخذ وقتا أطول، ويتسبب بانقطاعه لفترات.
٥٤٠٠ حالة سرطان سنوياً
وكان أكد مدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور في تصريح سابق، تسجيل ٥٤٠٠ حالة إصابة بمرض السرطان لأردنيين سنوياً، مشيراً إلى أن معدل الإصابة بمرض السرطان محلياً يقدر بـ ١٣٠ حالة لكل ١٠٠ ألف نسمة.
وأوضح منصور أن معدل الإصابة بمرض السرطان في الأردن يعتبر ضمن المتوسط بالنسبة للدول المجاورة، لكنه أقل بكثير مقارنة مع الدول المتقدمة مثل أميريكا وأستراليا وأوروبا.
وحسب السجل الوطني للسرطان، سجلت المملكة خلال عام ٢٠١٣ نحو ٧٥٠٠ حالة جديدة بالمرض، منها ٥٤٠٠ لأردنيين، و٢١٠٠ لغير أردنيين إما لاجئين أو قدموا للمملكة تحت مسمى السياحة العلاجية، وفق منصور.
وأضاف أن أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الإناث في الأردن، هو سرطان الثدي، وبنسبة ٣٨ بالمئة من إجمالي حالات السرطان لدى الإناث.
فيما للذكور، أشار إلى أن هنالك نوعين من السرطان يحتلان المركزين الأول والثاني بشكل متبادل، وهما سرطان القولون والمستقيم من جهة، وسرطان الرئة من جهة أخرى، ويشكلان مع بعضهما ٢٥ بالمئة من حالات السرطان لدى الرجال.
أما بالنسبة للأطفال، فبين منصور أن سرطان الدم “اللوكيميا” هو الأكثر انتشاراً بينهم وبنسبة تزيد عن ٣٣ بالمئة يليه سرطان الدماغ ومن ثم الغدد الليمفاوية.
وبين أن ٨٨ بالمئة من مراجعي مركز الحسين للسرطان مرضى أردنيون فيما ١٢ بالمئة هم من العرب خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بينما كان المرضى الأردنيون قبل ذلك يشكلون ٧٠ بالمئة من مراجعي المركز، و٣٠ بالمئة من غير الأردنيين.
وفيما يتعلق بأعداد المراجعين لمركز الحسين بالسرطان، قدر منصور عددهم بـ ٣٠٠ ألف مراجع سنوياً، فيما يراجع المركز ٤ آلاف حالة مرضية يومياً، مشيرا إلى معالجة ١٥٠ ألف مراجع للعيادات الخارجية العام الماضي، فضلاً عن تقديم ٣٢ ألف جلسة علاج بالأشعة، و٣٢ ألف جلسة كيماوية خلال عام ٢٠١٦.
أما بخصوص الأشعة التشخيصية، حسب منصور، فراجعها ما بين ٧ آلاف إلى ٨ آلاف مريض شهرياً، إذ بلغت ٩٠ ألف مراجع للأشعة التشخيصية، إضافة إلى إدخال ٧٥٠٠ مريض للمركز العام الماضي.