سلايد 1صحافة واعلام

وفد فلسطيني بالقاهرة لوضع اللمسات النهائية للمصالحة

وصل وفد يمثل فصائل فلسطينية القاهرة لإجراء مباحثات مع مسؤولين مصريين بشأن وضع اللمسات النهائية لمصالحة في قطاع غزة الذي يشهد أوضاعا إنسانية صعبة.

ويضم الوفد 18 شخصا، بينهم روحي مشتهي وصلاح البردويل وإسماعيل الأشقر، وهم أعضاء في المكتب السياسي لحماس، ومن حركة الجهاد القيادي خالد البطش، والنائبان ماجد أبوشمالة وأشرف جمعة وهما قياديان في التيار الإصلاحي لفتح، وممثلان عن الجبهتين الديمقراطية والشعبية.

وقالت مصادر مصرية إن الوفد سوف يقوم بوضع اللمسات الأخيرة لإتمام مصالحة شاملة في غزة من خلال توسيع دور لجنة التكافل المعنية بتقديم المساعدات ودفع التعويضات للأسر التي تضررت جراء المعارك التي وقعت بين فتح وحماس، عقب سيطرة الأخيرة على القطاع عام 2007.

وأضافت مصادر قريبة من ملف المصالحة أن الإمارات لها دور مهم، عبر تقديم الدعم المالي إلى لجنة التكافل التي عليها الدور الأكبر في المصالحة، واشترطت وجود ممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية بلجنة التكافل حتى لا تستأثر حماس بالدعم، على أن يقوم محمد دحلان قائد التيار الإصلاحي بحركة فتح بدور محوري في تقديم المساعدات وتخفيف المعاناة بالقطاع.

ومنتظر أن يلتقي ممثلو الوفد الفلسطيني سمير المشهراوي القيادي في التيار الإصلاحي خلال الزيارة التي تستمر أسبوعا، بحضور مسؤولين مصريين رفيعي المستوى.

وتعول مصر والإمارات على إحياء دور لجنة التكافل لدفع عملية المصالحة الفلسطينية، باعتبار أن طي صفحة الماضي بين فتح وحماس بالقطاع يبدأ من دفع تعويضات لأسر الضحايا والمصابين الذين سقطوا في المواجهات السابقة بين الطرفين، وهو ما يعرف بـ “مداواة الدم”، وفي نفس المسار، يتم تخفيف المعاناة عن السكان.

وتأتي هذه التحركات عشية تحريض جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح سكان غزة على مخرجات التفاهمات التي جرت بين تيار دحلان وحماس.

أيمن الرقب: الفصائل ستتفق على وضع التصور النهائي للتفاهمات بين حماس ودحلان

وقال الرجوب الخميس “كيف تقبل أسر الشهداء حفنة من المال لنسيان ما حدث من حماس وتفتح الباب لما يسمى بالمصالحة الوطنية في القطاع؟”، وأكد أن السلطة “لن تقبل بأوراق ضغط من هنا أو هناك، أو تسمح لمن يسمون أنفسهم أصدقاء بإملاء وجهات نظرهم علينا”. لكن مصادر مصرية قالت “أبومازن موافق بشكل (غير معلن) على ما تقوم به القاهرة.

ويفسر مقربون من ملف المصالحة تلميحات أبي مازن المعلنة إلى أنه غير راض عن التفاهمات التي رعتها القاهرة، بأنه يريد إرضاء المسؤولين المحيطين به في السلطة، لا سيما وأن بينهم، حسب قيادي في تيار دحلان تحدث ، مستفيدين من الانقسام الحاصل ولا يريدون مصالحة تفضي إلى تصاعد أسهم حماس ودحلان.

وكان لبعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية دور مباشر في المعاناة التي يعيشها سكان القطاع من أزمات معيشية حادة، جراء مواصلة فرض الحصار الإسرائيلي عليه، إضافة إلى خطوات اتخذها أبومازن مؤخرا، منها فرض ضرائب على وقود محطة الكهرباء، والطلب من إسرائيل تقليص إمداداتها من الطاقة للقطاع، وتقليص رواتب موظفي الحكومة، وإحالة الآلاف منهم إلى التقاعد المبكّر.

وقال أيمن الرقب، القيادي في التيار الإصلاحي، إن الفصائل سوف تتفق مع القاهرة على فتح معبر رفح الحدودي بشكل مبدئي خلال الأيام المقبلة، مع وضع التصور النهائي للتفاهمات بين حماس ودحلان حول المصالحة المجتمعية، وتعظيم دور لجنة التكافل الاجتماعي.

وأضاف أن اللجنة لها مهمتان؛ الأولى تحقيق مصالحة في الشارع وإنهاء ما يعرف “بالدم” بين الطرفين، والثانية توفير احتياجات سكان غزة من أدوية وأغذية وإعادة فتح معبر رفح وتغذية القطاع بالكهرباء، حيث أنه للمرة الأولى يحضر إلى القاهرة ضمن الوفد مهندسان فنيان في قطاع الكهرباء للتفاهم حول إنشاء محطة كهربائية وآليات توفير الغاز والسولار.

وكانت القاهرة أمدت غزة بشحنات من السولار لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة بالقطاع، بعد قرار حكومة الوفاق الوطني خفض إمدادات البترول لغزة.

وقال مصدر قريب من حماس إن زيارة وفد الفصائل للقاهرة ليست سياسية بالمعنى الحرفي، لكن عباس سوف يقرأها كذلك، وهذا لا يعني أطراف الوفد، لأن الجميع معني بدفع جهود المصالحة إلى الأمام، والسلطة لا تريد أن يحدث ذلك.

وراجت معلومات أن كتائب القسّام، الجناح المسلّح لحماس، قدّمت للقيادة السياسية خطّة للتعامل مع الأوضاع “اللاإنسانية في غزة”، تقوم على إحداث حالة فراغ سياسي وأمني بغزة. لكن صلاح البردويل القيادي بحماس نفى علمه بما نسبته وكالة الأناضول التركية إلى مصدر مطّلع في الحركة قائلا “هذه الأفكار غير واقعية ومفبركة”.

العرب

 

إغلاق