سياسة

حراك أردني في العراق أجندته التنسيق الأمني وفتح المعبر البري

قام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بزيارة إلى العراق حيث أجرى لقاءات مع كبار مسؤولي هذا البلد على غرار الرئيس فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري.

وتهدف الزيارة إلى دعم التعاون الأمني، وأيضا إلى تسريع فتح معبر طريبيل الذي يشكل أهمية اقتصادية كبرى للبلدين.

واعتبر المحلل الأردني عامر السبايلة في تصريحات  أن الزيارة تأتي في سياق سعي الأردن إلى التعاطي مع واقعه الجيوسياسي، و تعميق علاقته مع العراق حيث يعتبر الأخير الآن الشريان الحيوي الذي يمكن أن يكسر العزلة الأردنية الناتجة عن تطورات الأوضاع الإقليمية.

ويشكل تعزيز العلاقات العراقية الأردنية ضرورة ملحّة لكليهما في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجههما، فضلا عن وجود رغبة عربية متصاعدة لإعادة العراق إلى المحور العربي الذي فارقه بعد الاحتلال الأميركي والذي كرسته إيران على مر السنوات الماضية.

واليوم هناك نفس جديد في العراق يميل إلى إعادة التوازن إلى علاقاته الإقليمية، التي تضررت كثيرا بفعل التدخلات الإيرانية، والأردن يجد نفسه معنيا بالدرجة الأولى في دعم هذا التوجه الجديد، وإن كان هذا لا يعني نهاية جميع النقاط الخلافية بين البلدان.

وأكد الصفدي عقب لقائه بنظيره العراقي ابراهيم الجعفري أن “الجانب الأردني يقف مع أمن العراق واستقراره الذي هو ركن أساسي لأمن المنطقة وندعم الاشقاء العراقيين في العملية السياسية”.

ولفت إلى أن “الأردن يلتزم بالقانون ولا يوجد مطلوبون عراقيون بالأردن”.

وأكد أنه “تم التوقيع اليوم على مذكرة تفاهم بالمجال السياسي”. وسلط الضوء على ملف معبر طريبيل المغلق منذ نحو عامين بسبب هجمات تنظيم داعش، والذي يعتقد أنه أحد الأسباب الرئيسية خلف الزيارة. وقال الوزير الأردني في هذا الإطار “بحثنا إعادة فتح الطريق السريع بين العراق والأردن ومعبر طريبيل الحدودي وفتحهما سيكون رسالة أننا هزمنا الإرهاب”.

وأشار إلى أن “موعد افتتاح المعبر بيد الجانب العراقي ونتطلع أن يفتتح في وقت قريب والأردن مستعد لذلك في أي وقت”.

وكلفت الحكومة العراقية شركة دولية بتأمين المعبر الذي يمر عبر أراض صحراوية شاسعة ما جعله خلال السنوات الأخيرة في مرمى نيران تنظيم داعش الذي ما تزال لديه جيوب في محافظة الأنبار الحدودية مع الأردن.

وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري”لا زلنا بحاجة للتنسيق العسكري ونحتاج إلى توقيع اتفاقية لضبط الحدود”، التي تمتد على طول 181 كم.

وفي تعليقه على زيارة الصفدي قال المحلل زيد النوايسة إن الزيارة تأتي بعد أسابيع قليلة من زيارة رئيس أركان الجيش الأردني للمنطقة الحدودية في

إطار سعي لإعادة فتح معبر طريبيل بعد أن عمل الأردن على تأمين الحدود من جانبه بانتظار أن يتمكن الجانب العراقي من تحقيق ذلك.

وأوضح النوايسة أن الأردن حريص اليوم على توطيد العلاقة مع العراق في مختلف المجالات سواء في مجال الحرب على الإرهاب أو التعاون الاقتصادي، ويبدي أتم الاستعداد لدعم أي عملية تسوية بين مكونات المجتمع العراقي من خلال العلاقات التي يمتلكها مع جزء كبير من عشائر غربي العراق.

ولفت المحلل الأردني إلى أن النقاط الخلافية بين البلدين والمحصورة في اتهام العراق للأردن باحتضان معارضين عراقيين، وكذلك قلق الأردن من التغلغل الإيراني في العراق لا يبدو أنها ستشكل عائقا أمام تطور العلاقات الثنائية.

 

 

العرب

إغلاق