سلايد 1مال واقتصاد

غلاء الوقود يضيق خيار التدفئة على الأردنيين مع قرب الشتاء

فصل الشتاء سيضيف نفقات إضافية على العائلات في الأردن لتأمين مصروف التدفئة، في ظل ارتفاع أسعار الوقود والطاقة إلى مستويات تفوق مداخيلها.

التأقلم مع الحلول المتاحة

عمان- رجّحت أوساط اقتصادية أردنية أن يكون فصل الشتاء هذا العام، باردا على شريحة كبيرة من المواطنين الذين شهدوا طيلة هذا العام موجات صعود في أسعار الوقود والطاقة المستخدمة للتدفئة.

وسيضيف الشتاء، الذي يبدأ بعد أسابيع، نفقات إضافية على العائلات في الأردن لتأمين مصروف التدفئة، في ظل ارتفاع أسعار الوقود والطاقة إلى مستويات تفوق مداخيلها حيث تعتمد نسبة كبيرة من الأسر على الوقود السائل والغاز المنزلي للتدفئة في منازلها.

ويقول الخبير الاقتصادي قاسم الحموري إن فصل الشتاء عادة ما يؤدي إلى تراجع في الأوضاع المادية للعديد من الأسر، التي تعاني بالأساس من تردٍ بسبب ارتفاع أسعار السلع والخدمات.

وأوضح أن التدفئة أمر لا مفر منه في البلاد، ولا يمكن الاستغناء عنها، في وقت تبقى فيه أسعار المحروقات بالأردن ضمن أعلى المستويات عربيا. وثبتت الحكومة هذا الشهر أسعار المشتقات النفطية عند نفس قيمها المسجلة الشهر الماض إذ بقي سعر لتر البنزين 90 أوكتان عند 0.7 دينار (0.97 دولار)، وهو الصنف الأكثر استخداما بالبلاد.

وبقي سعر لتر البنزين 95 أوكتان عند 0.9 دينار (1.3 دولار) وكل من الكيروسين (الكاز) والسولار عند 0.5 دينار (0.7 دولار) وسعر أسطوانة الغاز المنزلي عند نحو 7 دنانير (9.8 دولارات).

75 بالمئة من الأسر الأردنية تفوق نفقاتها مقدار دخلها، وفق ما تشير إليه الإحصائيات الرسمية

وبيّن الحموري أن نفقات التدفئة في الشتاء غالبا ما تكون على حساب أمور ومستلزمات أخرى، مثل الألبسة والترفيه، في وقت تشير فيه إحصائيات رسمية إلى أن 75 بالمئة من الأسر الأردنية تفوق نفقاتها مقدار دخلها.

ويؤكد هاشم عقل أمين سر نقابة أصحاب محطات الوقود ومراكز التوزيع أن الطلب على وقود التدفئة في الأردن وخصوصا الديزل والكيروسين ما يزال ضعيفا. وأرجع عقل ذلك إلى قيام العديد من المستهلكين في الأردن بتأجيل التزود بها لحين الضرورة الملحّة.

ويحاول المستهلكون الهرب من نفقات الوقود، ومحاولة التقنين في استخدامه قدر الإمكان، متوقعا بدء الطلبات بالزيادة خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع تدني درجات الحرارة.

ويراوح معدل الطلب اليومي على السولار خلال ذروة الشتاء في الأردن بحسب تقديرات البعض من الاقتصاديين بين 5 و7 آلاف طن، أما الكيروسين وهو أقل استخداما من الديزل، يصل حجم الطلب عليه إلى ألفي طن في فترة الذروة. ويتجاوز الطلب على أسطوانات الغاز 200 ألف أسطوانة، مقارنة بنحو 70 و75 ألف أسطوانة في أيام الشتاء الاعتيادية، وفق ما تشير إليه تلك التقديرات.

ويقول المواطن محمد ياسين، إنه يتزود في بداية موجات البرد بالديزل للتدفئة المركزية في بيته مقابل 300 دينار (423 دولارا)، تكفيه حتى نهاية فترة البرد القارس، لكنها تؤثر في كل الأحوال على توفير مستلزمات أرسته العادية.

وأكد أنه يستخدم قدر الإمكان إدارة التدفئة بهدف التوفير حيث يشغّلها لفترة محدودة في الطقس البارد وتحديدا في فترة المساء، أما باقي ساعات اليوم فيستعين وأسرته بوسائل تدفئة أخرى مثل الغاز والغازولين.

وأوضح أنه لا يسدد ثمن الوقود دفعة واحدة، إنما يقسطه على ثلاثة أشهر من خلال بطاقة ائتمانية حيث أن ميزانيته لا تسمح بتسديدها دفعة واحدة. أما المواطن محمد حسين، فيقول إنه اعتمد لفترة ما المدافئ الكهربائية، إلا أنه قرر التحول إلى استخدام الغاز نظرا للكلفة العالية التي رتبها استخدام مدفأة الكهرباء بسبب رفع أسعار الاستهلاك.

ويقدّر حسين حاجته الشهرية من أسطوانات الغاز، بنحو ثلاث أسطوانات بإجمالي 21 دينارا (30 دولارا). وصعد التضخم في الأردن، بنهاية سبتمبر الماضي بنسبة 3.3 بالمئة، مقارنة مع زيادة نسبتها 1.1 بالمئة خلال نفس الفترة من العام الماضي.

إغلاق