صحافة واعلام
سلطنة عمان تعول على دور مصري لتحريك الأزمة اليمنية
قام وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بزيارة غير معلنة للقاهرة، بحثا عن دعم سياسي في الوساطة التي تقودها بلاده بين الأطراف المتنازعة في اليمن.
وتسعى عمان إلى إقناع الأطراف اليمنية بقبول خطة طرحها إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، تشمل اتخاذ إجراءات لبناء الثقة بين تلك الأطراف.
وأجرى بن علوى محادثات الأربعاء مع نظيره المصري سامح شكري وعدد من المسؤولين المصريين.
واستبقت زيارة بن علوي لمصر زيارة قام بها عبدالملك المخلافي وزير الخارجية اليمني إلى مسقط الثلاثاء، لبحث سبل تضييق هوة الخلاف مع المتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وتداولت معلومات أن مسقط أبلغت المخلافي استعداد المتمردين للتسوية السياسية، لكنهم يصرون على أن يقوم البنك المركزي اليمني (نقل من صنعاء لعدن) بسداد رواتب الموظفين الحكوميين الذين لم يحصلوا عليها منذ شهور.
وتعول مسقط على القاهرة في القيام بتقريب وجهات النظر بين القوى اليمنية المختلفة، والتي يقيم بعضها في مصر، والحصول على دعم القاهرة لحل أزمة إدارة ميناء الحديدة، في إشارة إلى عدم استبعاد أن تقوم مصر بهذا الدور، وهي التي لديها أسطول بحري عند مدخل البحر الأحمر منذ اندلاع الأزمة في اليمن.
وقال محمد مجاهد الزيات عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية لـ”العرب”، إن زيارة بن علوي تحمل بعدين رئيسيين؛ الأول يرتبط بالأزمة اليمنية، والثاني يرتبط بالعلاقات المصرية القطرية، بعد أن دخلت مسقط أيضا على خط الوساطة بين قطر والبلدان الخليجية. وعبر الزيات عن تفاؤله بإمكانية تحريك الأزمة اليمنية بصورة إيجابية، لكنه أكد تشاؤمه حيال الأزمة مع الدوحة، وقال إن الأمر “معقد للغاية” في ظل مواقف قطر العدائية تجاه مصر، وأي محاولة للتصالح ستكون مرتبطة بالأساس بتغيرات شاملة في السياسة القطرية تجاه ملفات ترتبط مباشرة بالأمن القومي المصري.
واستبعد محمد ناجي عباس رئيس تحرير دورية مختارات إيرانية في تصريحات لـ”العرب” نجاح المحاولات العمانية في تغيير سياسي كبير في اليمن في الوقت الراهن، لأن حل الأزمة يكمن في مدى قدرة كل طرف على تقديم تنازلات صعبة، وهذا ليس متاحا على المدى المنظور.
وشدد على أن الضغوط التي تتعرض لها إيران، من خلال دول الخليج أو الولايات المتحدة بعد قمة الرياض، تجعلها تتمسك بمواقفها المتصلبة حيال اليمن، كما أن التحفز الدولي لمواجهة إيران يضاعف من صعوبة مهام التسوية في الوقت الراهن.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” إن القاهرة تستطيع أن تلعب دورا داعما للجهود التي تقوم بها مسقط، لكن قدرتها التأثيرية ليست كبيرة، لأن أي تحركات في هذا الشأن محكومة بتوازنات إقليمية ودولية.