تقارير

الأردن.. استياء لمقتل مراهقة في شجار عائلي على خلفية إنشاء حساب “تواصل اجتماعي”

عمَان، الأردن (CNN)– واصل نشطاء أردنيون إطلاق وسوم تطالب بتطبيق القصاص بحق شاب (22 عامًا)، قتل شقيقته المراهقة (14 عامًا) فجر الأربعاء، لمحاولتها إنشاء حساب في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تعيش العائلة حالة من الصدمة، بحسب مصادر مقربة منها قالت لـCNN بالعربية، إن الحادثة نتجت عن مشاجرة عائلية بطريق الخطأ.

مديرية الأمن العام بثت خبرًا مقتضبًا حول الحادثة، تلقت CNN بالعربية نسخة منه ليل 6 مايو أيار الجاري، قال فيه الناطق الإعلامي باسمها إن أحد الأشخاص “طعن شقيقته” البالغة من العمر 14 عامًا في منزلهما، الواقع جنوب العاصمة عمّان، ما تسبب بوفاتها.

وأضاف الناطق أنه جرى إحالة القضية إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى في عمّان، وتوقيفه في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل عن تهمة القتل العمد.

من جهتها، كشفت مصادر مقربة من العائلة، يوم السبت، لـCNN بالعربية، عن حالة غضب تنتاب أفرادها بعد ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مطالبات لنشطاء دعوا إلى إنزال عقوبة الإعدام بحق شقيق الفتاة.

وأضافت المصادر القريبة من الأسرة أن العائلة لا تزال في حالة صدمة منذ 3 أيام، حيث تقبلت التعازي دون أن تقيم للضحية أية مراسم، التزامًا بحظر السلطات الأردنية للتجمعات، ضمن إجراءات مواجهة فيروس كورونا.

وبيَنت المصادر ذاتها، أن محاولة المراهقة إنشاء حساب عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي كانت أحد أسباب حدوث “المشاجرة العائلية”، فيما حاولت CNN بالعربية الاتصال بالناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام، عامر السرطاوي، لتوضيح حيثيات القضية دون أن يتسنى ذلك.

وفي هذه الأثناء، رصدت CNN بالعربية بعض التعليقات التي نشرها أقارب الضحية بعد التحقق من هوية ناشريها، ردًا على ما وصفوه “بالإعلام الكاذب”.

أحد أقرباء الضحية، اسمه عمران، قال في تعليق له عبر فيسبوك تعليقا على خبر صحفي في صحيفة يومية، إن “قضية ابنة خالي” مُتعلقة بشجار عائلي بين الإخوة وإن الطعن وقع بطريق الخطأ، دون إيضاح مزيد من التفاصيل.

في حين كتب “مالك”، ابن عم الضحية، إنها ماتت “إثر ضربة بالخطأ”، مُستهجنا ما يتم تداوله حول أن القضية تتعلق بـ”بما يسمى جرائم بداعي الشرف”، مشيرًا إلى أنها توفيت نتيجة توجيه ضربة بالسكين بالخطأ من مسافة قريبة أصابتها في مقتل بسبب الشجار.

وانطلق وسم #نطالب_بإعدام قاتل_ أخته، على مدى الأيام الثلاثة الماضية إثر الحادثة، فيما قال مصدر أمني في تصريحات صحفية ليومية “الغد” إن الدافع وراء الجريمة كان متعلقا بإنشاء حساب على أحد موقع التواصل الاجتماعي من هاتف شقيقها.

ونشرت العائلة، عبر صفحات فيسبوك، تعازي لرحيل الفتاة دون نشر مزيد من التفاصيل، فيما أفادت مصادر للموقع أن والد الضحية، قد أصابته عدة انتكاسات صحية نُقل على إثرها إلى المستشفى عدة مرات.

وتجددت دعوات قطاعات نسائية حذرت من تصاعد العنف الأسري ضد النساء، واستنكرت مديرة مركز العدل للمساعدة القانونية، المحامية هديل عبد العزيز، في منشور لها عبر فيسبوك الحادثة، قائلة إن “هناك طفلة قُتلت لأنها عملت حساب فيسبوك”، متسائلة عن السبب الذي لم يثر غضب الجميع إلى الآن تجاه الحادثة.

أما النائب في البرلمان الأردني، قيس زيادين، فقال عبر صفحته في فيسبوك: “إن المبكي والمحزن أن التحليل من قبل مختصين بمعظمه يعزي السبب إلى الضغط النفسي الناتج عن الحجر الصحي!، وهذا برأي غير صحيح التعليقات على الخبر مقلقة!”

وأضاف زيادين: “مازلنا مُصرِّين على وضع رؤوسنا بالرمال والاستمرار بخلق أعذار لروح “الطفلة” الضحية الرحمة والسلام”.

واعتبرت الأمينة العامة للجنة الوطنية لشؤون المرأة، سلمى النمس، في تدوينة كتبها، ربط ارتكاب الجريمة بالحظر يعتبر “تسطيح لها”.

ونشر معهد تضامن النساء الأردني بيانا في 7 مايو أيار الجاري، أشار فيه إلى تسجيل 7 جرائم قتل أسرية بحق نساء منذ بداية 2020، بما فيها هذه الحادثة، مع انخفاض نسبته 25% في الجرائم بحق نساء خلال فترة الحظر المنزلي، وذلك رُغم ارتفاع نسبة الجرائم الأسرية بالمجمل منذ بداية العام الجاري مقارنة مع الفترة ذاتها من 2019، وبواقع 17%.

(CNN العربية )

إغلاق