سياسة

غنيمات: المتعطلون عن العمل بمئات الآلاف وحل مشكلة البطالة بحاجة إلى وقت

مندوبُا عن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز رعت وزير الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات الاثنين بجامعة الحسين بن طلال في معان؛ حفل الإطلاق الرسمي لمشروع “تمكين الشباب” الذي ينفذه مكتب اليونسكو في عمّان وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.

ويهدف المشروع إلى تعزيز مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية، بوصفها استجابةً شاملةً لضمان استخدام واستهلاك وإنتاج المواد الإعلامية والإنترنت بين فئة الشباب في الأردن بصورة واعية.

وأشارت وزير الدولة لشؤون الإعلام خلال مداخلتها ضمن الحلقة النقاشية التي عقدت بجامعة الحسين وجاءت بعنوان: “لماذا تعنينا التربية الإعلامية والمعلوماتية”؛ إلى أن الحكومة تبنت إطار عملٍ وطنيا واستراتيجيا لتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية ضمن خطة أولويات عمل الحكومة لعامي 2019-2020.

ولفتت إلى أن التشاركية بين الحكومة والممولين والتربويين تهدف إلى تعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية الشمولية لدى فئات المجتمع، وخصوصا فئة الشباب الذين توليهم الحكومة الاهتمام الأكبر، وتسعى إلى تمكينهم في مختلف المجالات ليؤدوا رسالتهم، وليحققوا طموحاتهم.

وقالت: إن الحكومة أوردت أولوية التربية الإعلامية ضمن أولوياتها لعامي 2019-2020، في سياق التحديات الراهنة جراء الاستخدامات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، مبينة أن تلك الأولوية ستسعى إلى الاستفادة من تلك التكنولوجيا ووسائل التواصل وتوظيفها لصالح المجتمع؛ بعد أن أضحت فضاءات لبث الإشاعات والأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة.

ونوهت غنيمات بأن الحكومة تسعى لتطوير المشهد الإعلامي من خلال إنشاء إعلام وطني صادق وشفاف ومهني وموضوعي؛ يقدم المعلومة الصادقة والحقيقة كما هي، ويتعامل مع المتلقي ويستقبل مشكلاته، وليكون إعلام دولة قبل أن يكون إعلام حكومة، كما أنها تسعى إلى استعادة الثقة بالإعلام الرسمي.

واوضحت أن هذا التطوير سيكون من خلال العديد من الإجراءات، من ضمنها مشروع التربية الإعلامية الذي سيدار من فريق وطني متخصص؛ وما ينبثق عنه من تطبيقات عملية سواء من خلال إنشاء نواد طلابية في المدارس والجامعات لتدريب الطلبة والمعلمين والأكاديميين على التربية الإعلامية، بالشراكة مع العديد مع الوزارات والمؤسسات المختلفة.

وتابعت: ومن خلال هذا المشروع وهذه التوجهات، سيتم التركيز على تهيئة النشء للتعامل مع الثورة المعلوماتية والمعرفية ومختلف الظواهر الرقمية، كما سيتم إدخال مناهج ومواد دراسية تتناول التربية الإعلامية، وصولا إلى تمكين الطلبة والشباب عموما من الأدوات الفكرية الملائمة للتعامل مع الثورة المعلوماتية والإنترنت وتوظيف التكنولوجيا ووسائل التواصل بشكل إيجابي.

وأضافت غنيمات أن البرنامج الحكومي المتعلق بقضية تمكين الشباب متعدد المحاور، فيشمل إدماج الشباب في المشاركة السياسية على المستوى المحلي التنموي الاقتصادي، وتوسيع نطاق تلك المشاركة من خلال تطوير التشريعات المتعلقة بذلك الجانب، إلى جانب محور التشغيل الذي يشكل أولوية لدى الحكومة.

وأشارت الى أن الحكومة التزمت بتوفير 30 ألف فرصة عمل العام الحالي إلى جانب فرص مماثلة سيتم توفيرها العام المقبل، للحد من مشكلة البطالة والتخفيف من آثارها.

وحول إجراءات الحكومة للتعامل مع مشكلة البطالة لدى فئات الشباب، أوضحت غنيمات أن عدد المتعطلين من الشباب يصل إلى مئات الآلاف، وأن حل تلك المشكلة يحتاج إلى وقت طويل، لافتة إلى أن الحكومة تعمل لمواجهة هذا التحدي من خلال تطبيق الأوليات، كما أنها وفرت ما يقارب 7200 فرصة عمل في مختلف القطاعات والعطاءات التي لها علاقة بالشراكة مع القطاع الخاص.

وقالت: إن قضية تشغيل الشباب تشكل ركيزة أولية لتمكين الشباب في القطاعات الأخرى، مؤكدة أن الحكومة تسعى إلى إيجاد نهج جديد في إدارة الاقتصاد من خلال شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص وإيجاد فرص عمل بقطاع الخدمات التي تشغل الأردنيين.

بدوره شكر سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأردن “أندريا فونتانا” الشركاء والمستفيدين من المشروع، مثنياً على انخراطهم الفاعل برفع الوعي بالتربية الإعلامية والمعلوماتية في جميع أنحاء الأردن، مؤكدا أهمية دعم الفاعلين في الإعلام بوصفهم شركاء في التنمية الشاملة والديمقراطية.

وقال: إن الإعلام يلعب دورًا مهمًا في نشر المعلومات وتشكيل الرأي العام؛ مثمنا جهود الحكومة من خلال هذا المشروع لمساعدة الشباب الأردني على فهم قيمة المعلومات وتعزيز قدرات التفكير النقدي لديهم.

وعبّرت ممثلة اليونسكو في الأردن “كوستانزا فارينا” خلال الفعالية عن شكرها لرئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم ووزير الدولة لشؤون الإعلام؛ على دعمهم المستمر لقطاع الإعلام ومساهماتهم فيه. وقالت “تبدو أهمية مقاربة التربية الإعلامية والمعلوماتية الكبيرة واضحة في خطة أولويات عمل الحكومة لعامي 2019-2020، ويأتي مشروع “تمكين الشباب” ليعكس هذه الأولوية”.

كما أعربت عن فخرها برؤية الشباب المتحمسين لتعزيز مهاراتهم في هذا المجال، ولقاء المعلمين ومدراء المدارس من مختلف أنحاء الأردن الذين بعد تلقي التدريب أصبحوا قادرين على إدارة الأندية التربية الإعلامية والمعلوماتية للطلبة في مدارسهم من خلال التعاون الوثيق مع الحكومة والشركاء الأساسيين؛ معلنة أن اليونسكو تستمر بتقديم الدعم للجهات الوطنية، والمدارس، والإذاعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني لتنفيذ هذا المشروع الذي يهدف إلى شمول الجميع وعدم استثناء أي شخص”.

وقال مدير معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي: إن الحاجة إلى مشروع التربية الإعلامية في ظل الحالة الراهنة التي تشهد استخداما سلبيا للميديا والمنصات الرقمية؛ وإن كان ذا أهمية كمشروع دفاع وحماية إلا أنه سيبدو مهما كمشروع تمكين ومشاركة إيجابية، وتحويل الطاقات السلبية إلى إيجابية وتوظيف المهارات في مراقبة أداء المؤسسات بحرص ومسؤولية، كما أن مفاهيم التربية الإعلامية إضافة لما سبق معنية بحقوق الإنسان والعدالة الجندرية وحرية التعبير.

وعبّر رئيس جامعة الحسين بن طلال الدكتور نجيب أبو كركي عن اعتزازه بالعمل على هذا المشروع بالشراكة مع اليونسكو. وقال: إن الجامعة تبنت فكرة إطلاق مادة التربية الإعلامية في الجامعة والتي جاءت بمبادرة من الاتحاد الأوروبي واليونسكو حيث تم طرحها كمتطلب اختياري في قسم الإعلام والدراسات الاستراتيجية في الجامعة.

وأضاف ان المعلومة والمعرفة مصدران استراتيجيان ضروريان لتحقيق كل تطور عادل للجميع وبمشاركة الجميع، فأصبح من الحتمي معرفة كيفية تلقيها وتفسيرها وإيصالها حماية للأجيال والوطن من الانزلاق إلى مطبات حدثت في المنطقة، وأدت إلى حدوث حالات من الفوضى والعنف والكراهية فيها.

وشارك في الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي في قناة المملكة عبد الله الكفاوين، المعلمون والطلبة والمتطوعون الشباب من إذاعتي اليرموك إف إم وصوت الجنوب، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، في نقاش حول “التربية الإعلامية والمعلوماتية وفوضى المعلومات”، كما شارك متحدثون بأفكار حول التربية الإعلامية والمعلوماتية، وكيف يمكّن لمستخدمي الإعلام والمعلومات من مواجهة التضليل والمعلومات الخاطئة والإشاعات.

وفي ختام الجلسة التفاعلية، قدم رئيس الجامعة درعا تكريميا لمندوب رئيس الوزراء، معبرا عن تقديره للجهود التي تبذلها الحكومة في دعم التربية الإعلامية والمعلوماتية، كما اختتمت الفعالية بمقابلات إذاعية لكل من وزير الدولة لشؤون الإعلام وسفير الاتحاد الأوروبي عبر أثير إذاعة صوت الجنوب.

ويركز مشروع تمكين الشباب المموّل من الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع معهد الإعلام ومعهد التنوع الإعلامي؛ على تعزيز قدرات التربية الإعلامية والمعلوماتية لدى المؤسسات العامة (الجامعات والمدارس)، والعاملين في قطاعي الإعلام والتعليم ومنظمات المجتمع المدني في محافظات إربد، الزرقاء، معان، والمفرق.

كما تركز التربية الإعلامية والمعلوماتية على الدور الأساس للمعلومات والإعلام في حياتنا اليومية، وتمكين المواطنين من فهم وظائف الإعلام ومزودي المعلومات بشكل كامل، وتقييم المحتوى بطريقة نقدية واتخاذ القرارات المبنية على المعلومات.

يشار إلى أن مكتب اليونسكو في عمّان ينفذ هذا المشروع بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ومكتب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والقطاع الإعلامي والمجتمع المدني بالمملكة.

إغلاق