سياسة
انخفاض الأمان الوظيفي والبطالة يؤثران سلبًا على تدني المؤشر العام
يشهد الربع الثاني من عام 2019 استمرارًا في الانكماش الإقتصادي العالمي والمحلي، وما زالت مشاعر الإحباط تسيطر على الأردنيين مدفوعةً بتضائلٍ في مستويات المعيشة وفقًا لنتائج مؤشر ثقة المستهلك الأردني (JCSI).
وبالرغم من محاولات الحكومة الأردنية لتحفيز النمو الإقتصادي والتنمية الإجتماعية، إلا أن الربع الثاني من العام شهد استقراراً في معظم المعايير اتسم بالسلبية اجمالاً، مصحوباً بتراجعٍ طفيف للسلبية المفرطة التي رصدتها أبسوس في أعقاب إصدار قانون ضريبة الدخل في الربع الرابع من عام 2018.
وشهد الربع الثاني من عام 2019 تحسناً طفيفاً في تقييم الأردنيين للأداء الحكومي والوضع الاقتصادي بشكل عام، مما أدى إلى ارتفاع المؤشر من 34.9 إلى 36.4. جاءت هذه الإيجابية بشكل رئيسي من شرائح غير نشطة اقتصاديًا مثل الطلاب وربات المنازل. ومع ذلك، لم ينعكس ذلك على المؤشر العام بشكلٍ مؤثر في ظل تدني المؤشر الفرعي لثقة المستهلك بالأمان الوظيفي، حيث أن أكثر من نصف الأردنيين شهدوا فقدانًا للوظائف بين اقاربهم أو معارفهم.
ومن ناحية أخرى، أدت زيادة الإنفاق على الإحتياجات المنزلية الأساسية إلى انخفاض الإستهلاك بشكلٍ عام وعلى السلع الكمالية بشكلٍ خاص.
هذا وعلَق سيف النمري، مدير عام شركة ابسوس في الأردن والعراق علي نتائج الربع الثاني، “لا بد أن ندرك أن حالة التخوف وعدم اليقين التي سادت قبيل تطبيق قانون ضريبة الدخل المعدل مطلع هذا العام كانت قد هوت بمؤشرات ثقة المستهلك الى ادنى مستوياتها تاريخياً في نهاية العام الماضي. وفي حين توقعنا بعض التعافي لمؤشر ثقة المستهلك خلال النصف الأول من 2019، إلا أن تباطؤ الإقتصاد في نفس الفترة قلّص من حدة هذا التعافي”.
وأضاف النمري “نرى من خلال استطلاعاتنا أن حالة الحذر والترقب تطغى على المستهلك المحلي والعالمي على حدٍ سواء، حيث ينتظر الأغلبية لمس أية نتائج اقتصادية فعلية من حكوماتهم قبل أن يعبّروا عن أية مظاهر ارتياح أو ثقة بالإقتصاد او العودة لأنماطهم الإسهلاكية الطبيعية.”
ومع استمرار الإنكماش الإقتصادي العالمي والمحلي على حدٍ سواء، فإن حالة القلق وإنعدام اليقين لدى الأردنيين ساهمت بإزدياد اهتمامهم بمتابعة الأخبار الإقتصادية، حيث يذكر 3 من كل 5 أردنيين قراءة او مشاهدة أحد المستجدات الاقتصادية المؤثره التي أعلن عنها في الربع الثاني من عام 2019. ولكن غالبية الأردنيين يتذكرون الأخبار السلبية فقط حيث أن 34% منهم يتذكرون الاخبار حول الزيادة في الأسعاروالضرائب و14% تابعوا أخباراً حول صفقة القرن.
مشاعر السلبية هذه تتفاقم عند إعادة مناقشة هذه الاخبار في المحادثات اليومية مع الاصدقاء والأقارب، حيث 93% من المواضيع التي تمت مناقشتها كانت سلبية. ونظرًا إلى أنه يتم تذكر 16% من الأخبار و5% من المحادثات اليومية هي محادثات إيجابية، تبقى مشاعر الإحباط والسلبية تلقي بظلالها على أي تطور إيجابي يحصل في المملكة.
حول مؤشر إبسوس لثقة المستهلك
تستند نتائج المؤشر الربعية الى اربعه مؤشرات فرعية تتعلق بالظروف المالية الشخصية الحالية، والتوقعات الاقتصادية، ومناخ الاستثمار، والأمان الوظيفي التي تساهم جميعها بجعل مؤشر إبسوس مؤشرًا رئيسيًا لإتجاهات الاستهلاك والاستثمار العامة في السوق الاردني.
(بترا)