سياسة

عريقات: نثمن عاليا مواقف الأردن وندرك مدى تدهور علاقاته بإسرائيل

التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات في اجتماع تشاوري استعرض التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية وسبل مواجهة تبعات الخطوات الإسرائيلية الأحادية التي تقوض حل الدولتين وتهدد كل جهود تحقيق السلام الشامل.

وجاء اللقاء تنفيذاً لتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عبّاس إدامة التنسيق وتعزيز عملية التشاور.

وفي تصريحات صحافية مشتركة تبعت اللقاء، قال الصفدي «بحثنا اليوم العمل المشترك للتصدي للخطوات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض، والتي إن نُفذت، خصوصاً في ما يتعلق بقرار ضم وادي الأردن وشمال البحر الميت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ستكون إعلان قتل حل الدولتين وبالتالي إعلان إنتهاء عقود من العملية السلمية كما عرفناها.»

وشدد الصفدي على أن «موقفنا واحد، رؤيتنا واحدة، نحن متمسكون بالسلام الشامل الدائم الذي يلبي جميع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.»

وزاد «لا بد من أن نزيد من التحركات التي توضح خطورة الإجراءات الإسرائيلية والتي تستهدف إطلاق حراك دولي فاعل ينقذ ما تبقى من أمل السلام، لأن قتل أمل السلام سيعني أن المنطقة برمتها ستغرق في اليأس ما يعني الدخول في صراعات جديدة ستنعكس سلباً على الجميع».

وقال الصفدي «اتفقنا على تكثيف العمل المشترك مع المجتمع الدولي لتوضيح خطورة ما تقوم به إسرائيل من إجراءات أحادية».

وقال الصفدي «نريد السلام الشامل والدائم، لكن حتى يكون السلام شاملاً وحتى يكون السلام دائماً، لابد أن يلبي الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطيني الشقيق».

وأكد الصفدي أن المواقف الأردنية الفلسطينية «منسجمة بشكل كامل وتحركنا سيكون أكثر كثافة في المرحلة القادمة ورسالتنا إلى المجتمع الدولي أيضاً واحدة بأن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤوليته بإنقاذ ما تبقى من أمل السلام، لأن قتله سيكون له تداعيات كارثية ليس فقط على المنطقة ولكن أيضاً على السلم والأمن الإقليميين والدوليين بشكل عام.»

وأكد الصفدي أن المملكة «كانت وستبقى السند الأقوى والأكبر لأشقائنا في دولة فلسطين، كانت وستبقى تبذل كل جهد ممكن لإسناد أشقائنا في الحصول على حقوقهم.»

وأضاف الصفدي «ونحن نعمل بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك بأن نوظف كل إمكانيات الدولة الأردنية من أجل الوقوف إلى جانب الأشقاء ومن أجل تلبية حقوقهم، ومن أجل تحقيق السلام الشامل الذي يلبي حقهم الأساسي في الحرية والدولة.»

من جانبه، قال عريقات «أبدأ بتوجيه الشكر الجزيل من سيادة الرئيس محمود عباس لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يضع القضية الفلسطينية على رأس جدول أعماله في كل مكان. نحن نثمن جهود جلالة الملك وجهود الدبلوماسية الأردنية.»

ولفت عريقات الى تمديد تفويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لمدة ثلاث سنوات بتصويت غير مسبوق، إذ حصد القرار 170 صوتا مقابل صوتين ضده جاءا من أمريكا وإسرائيل مثالاً على نجاعة الجهود المشاركة بين البلدين.

وقال عريقات «أنا أعتز جداً بمن ترأس هذه الحملة ومن قاد هذه الحملة كانت المملكة الأردنية الهاشمية ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني فشكراً جزيلاً على ذلك. شكراً على ما تقومون به تجاه القدس.»

وأكد عريقات أهمية دور الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس التي يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات.

وحذر عريقات من تبعات ما تتعرض له القدس ومقدساتها من انتهاكات إسرائيلية غير مسبوقة تشمل هدم البيوت والاعتقالات وتوسعة المستوطنات وتطهير عرقي.

وقال «هذا هجوم غير مسبوق. ونحن ندرك تماماً مدى التدهور الحاصل في العلاقات الأردنية الإسرائيلية نتيجة هذا الأمر بالذات.»

وأكد عريقات «نثمن عالياً المواقف التي عملنا سوية في جميع قرارات الجمعية العامة التي صدرت هذا العام والتي ستصدر خلال الأيام القادمة. وبالتالي بالفعل نحن والأردن لا نتحدث عن توأمة وأشقاء، الأردن صاحب مصلحة. الحدود حدوده والأمن أمنه والقدس قدسه واللاجئ لاجئه والمياه مياهه.»

وأضاف عريقات «لذلك أصدقكم القول أننا لم يسبق أن قمنا بأي شيء تجاه هذه المسائل مع أي جهة كانت بدون التنسيق المسبق مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية. وكما قال أخي أيمن لدينا الآن تنسيق غير مسبوق بتعاون مشترك حول كل القضايا.»

وأشار عريقات إلى ما قال إنه انحياز غير مسبوق من الادارة الأميركية لإسرائيل تتم مواجهته بالتمسك بالقانون الدولي وبالشرعية الدولية وبمبدأ الدولتين على حدود 1967 وهو الموقف الذي يدعمه العالم أجمع.

وأكد عريقات «مهما قلت لا نستطيع أن نشكر الأردن بما فيه الكفاية، وكما قلت التنسيق على أعلى مستوى بين جلالة الملك عبدالله الثاني وسيادة الرئيس محمود عباس في كل صغيرة وكبيرة. المصلحة مشتركة والتحديات كبيرة، ولكن إن شاء الله سنستمر في تنسيقنا وعملنا حماية للمشروع الوطني الفلسطيني وحماية لهذه المنطقة وأمنها واستقرارها.

 

(بترا)

إغلاق