قال المجلس الأعلى للسكان، إن المرأة الأردنية لا تزال تواجه العديد من التحديات، وأن نسبة مشاركتهنّ في مواقع صنع القرار في القطاعين العام والخاص متواضعة.
واوضح المجلس في بيان اليوم الأحد، بمناسبة اليوم الدولي للمرأة الذي يُصادف يوم غد الاثنين 8 آذار، أن نسبة كبيرة من النساء هنّ خارج سوق العمل رغم تحصيلهنّ وتفوقهنّ العلمي، ما يتطلب ضرورة تفعيل سياسات حكومية متكاملة، وتشريعات تدعم الجهود المجتمعية المبذولة لتغيير الصورة النمطية لدور المرأة في المجتمع.
واضاف ان ضعف تمكين المرأة الاقتصادي والسياسي وعدم المساواة بين الجنسين تعتبر من أهم التحديات التي تواجه المرأة الاردنية، خاصة في ظل جائحة كورونا، فتمكين المرأة هو حافز لبناء مجتمعات أكثر شمولية ووسيلة لتحقيق معدلات نمو مستدامة، ولا يمكن الحديث عن تقدم المجتمع اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعياً بدون مشاركة فاعلة للمرأة.
وقالت الأمينة العامة للمجلس الدكتورة عبلة عماوي، بهذه المناسبة التي تأتي هذا العام، تحت شعار “المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم كوفيد-19″، إن المجلس يولي هذه المناسبة اهتماماً خاصاً.
وبينت عماوي، أن أهـداف المجلس الاستراتيجية ترتبط بأهـداف التنميـة المسـتدامة وخاصة الهدف الخامس الذي يدعو لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات، والهدف العاشر الذي يدعو إلى الحدّ من انعدام المساواة داخل البلدان فيما بينها، إلى جانب اهتمام المجلس بقضايا تمكّين المرأة اقتصادياً، ورفع مستوى مشاركتها في سوق العمل وتعزيز صحتها الإنجابية وذلك لتحقيق الاستثمار الأمثل للفرصة السكانية.
واشارت الى أن النساء يشكلنّ ما نسبته 47 بالمئة من إجمالي سكان الأردن، وبالرغم من ذلك الا أن مشاركتهنّ الاقتصادية ما زالت منخفضة، حيث بلغ معدل النشاط الاقتصادي للمرأة الأردنية 14.9 بالمئة مقارنة بـ 53.1 بالمئة للذكور، في حين بلغ معدل البطالة للإناث 33.6 بالمئة مقارنة بـ 21.2 بالمئة للذكور، وذلك حسب مسح العمالة والبطالة للربع الثالث من عام 2020 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.
وعلى صعيد مشاركة المرأة السياسية، قالت عماوي إن تحليل نتائج الانتخابات النيابية لمجلس النواب التاسع عشر أظهر تراجعا في نسبة التمثيل النسائي في المجلس المُنتخب، حيث شهد المجلس غيابًا كبيرًا لدور المرأة، ولم تستطع السيدات حسم أي مقعد بالبرلمان عن طريق التنافس، واكتفين فقط بمقاعد الكوتا البالغ عددها 15 مقعدًا، على عكس انتخابات عام 2016، حيث حصلت النساء على 5 مقاعد عن طريق التنافس إلى جانب مقاعد الكوتا ليبلغ المجموع الكلي لمقاعد النساء في المجلس السابق 20 مقعدًا.
واكدت أن تأثير جائحة كورونا كان أكبر على النساء كونهنّ يقفن في الخطوط الأمامية للتصدي للجائحة كعاملات في مجال الرعاية الصحية، حيث تظهر أرقام نقابة الممرضين الأردنيين أن أكثر من 36 ألف ممرض وممرضة وقابلة قانونية ينتسبون إليها، في حين تشكّل النساء 60 بالمئة من العاملات في قطاع التمريض، حسب تقرير حالة التمريض في العالم لعام 2020.
وعلى مستوى تأثير الجائحة على مشاركة المرأة الاقتصادية، أشارت عماوي إلى ان دراسة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني بعنوان “أثر جائحة كورونا في مجالات الصحة والعنف الأسري والاقتصاد في الأردن بحسب النوع الاجتماعي 2020″، اكدت أن 34 بالمئة من النساء، أثرت الأعباء المنزليّة على متابعتهنّ لأعمالهنّ عن بعد.
واضافت ان تقرير الفجوة بين الجنسين العالمي 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، اظهر ان الاردن حصل على الدرجة 138 من أصل 153 دولة، وبلغت درجته في المشاركة والفرص الاقتصادية 145، وفي درجة التحصيل التعليمي 81، فيما كانت درجة الصحة والبقاء 103، وفي التمكين السياسي 113
المصدر: رؤيا الإخبارى