أخبار
ما خطر الزلازل على المباني في الأردن؟
ظهرت حالات من القلق، خصوصا عند الأطفال، بعد الزلازل الأخيرة التي ضربت تركيا وسوريا، حيث رصدت الكاميرات مشاهد الخوف عند بعض من عايشوا تجربة الزلزال لأول مرة.
وعلى صعيد الأردن، انتشرت مخاوف من وقوع زلزال أو هزات ارتدادية، إذ تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا وتوقعات باحتمالية وقوع زلزال في الأردن.
وفي الوقت ذاته، أوضح خبراء أن إمكانية التنبؤ بالزلزال أمر يكاد أن يكون مستحيلا.
وقال أستاذ الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية الدكتور عيد الطرزي إن الارتداد الذي حصل في الأردن وشعورنا بالأمواج الزلزالية الناتجة عن زلزال تركيا كان نتيجة لأمواج تنتقل إلى مسافات قد تصل لآلاف الكيلومترات.
وأوضح الطرزي أنه يتم وصف مقدار الدمار لأي زلزال وفقا لعوامل؛ أبرزها قوة الزلزال وطبيعة المباني والصفات الجيولوجية لهذه المباني، فإذا كانت المباني على أرض صخرية فالشعور يكون أقل، أما إذا كانت على صخور رسوبية فالشعور بالزلزال يكون أكبر وأكثر تدميرا، بالإضافة إلى أن طبيعة الزلزال في تركيا من النوع العمودي ويسير باتجاه أعماق الأرض وهو مدمر للغاية وقد وصل إلى 7.8 درجة على مقياس ريختر، أي ما يعادل تفجير 900 قنبلة نووية في المكان نفسه، مؤكدا أنه لا يمكن التنبؤ بالزلزال.
من جانبه، قال المهندس المتخصص بالهندسة الإنشائية والأبنية العالية المقاومة للزلازل حمزة حسن الطراونة : لقد أصبح من الواجب الوقوف على البنية التحتية في الأردن وإجراء المسوحات الكافية للمباني والجسور القائمة وإجراء الفحوصات اللازمة التي من شأنها أن تضعنا على الطريق الصحيح نحو تدعيم هذه الأبنية والجسور وجميع البنية التحتية وبما يلزم من تدابير هندسية نستطيع من خلالها تقوية هذه البنية وإعطاءها المتانة الكافية لمقاومة المخاطر التي قد تعصف بها.
وأضاف الطراونة أن المسح الجيولوجي وفحوصات التربة له دور كبير لتحصيل المعلومات الكافية حول الوضع الراهن للمملكة، وبالإضافة إلى ذلك فإن الأبنية الجديدة والتي سيتم بناؤها في المستقبل يجب أن تراعي التصميمات المناسبة التي تقاوم الزلازل ضمن المعايير والمواصفات الهندسية المطلوبة.
وأشار الطراونه إلى أن إجراء الفحوصات للأبنية، سواء كانت منزل أو مدرسة أو مستشفى وإصدار التقارير التي تقيم هذه المباني من مكاتب هندسية يساعد على إجراء التدعيمات والصيانة اللازمة والذي قد يصل إلى إضافة عنصر إنشائي جديد أو استخدام إحدى تقنيات التأهيل Rehabilitation
أو حتى إن لزم الأمر أن يكون التقرير بأن هذا المبنى لا يمكن استخدامه بعد الآن.
وبين أن الفحوصات تنقسم إلى فحوصات هادمة وغير هادمة (Destructive and non-destructive tests) والتي من شأنها إعطاء تقارير صحيحة تقودنا نحو الطريقة المثلى من التدعيم وإعادة تأهيل المباني.
وقال الطراونه إنه في حال وقوع زلزال يجب أن يقوم الفرد بحماية نفسه من الأجسام المتساقطة بالنزول تحت مكتب أو طاولة خشبية، وعلى الفرد أن يحاول دائماً حماية رأسه والجزء العلوي من جسمه، بالإضافة إلى الابتعاد عن النوافذ والشبابيك والمرايا والزجاج، فهي معرضة للكسر والسقوط.
وتابع: كما يجب تجنب استعمال اللهب أو الشموع إذا انقطعت الكهرباء فإنك لا تضمن وجود تسريب للغاز.
ودعا الطراونة المواطنين إلى محاولة طمأنة من حولهم و إرشادهم إلى كيفية التصرف.
ويدعو خبراء الأردن إلى الاستفادة من تجارب الدول التي تنشط فيها الزلازل حيث أن هذه الدول والتي تقع ضمن مناطق ذات نشاط زلزالي كبير أنظمة جديدة في البناء تساعد على مقاومة الزلال بشكل كبير حيث أن الضحايا تنتج جراء انهيار المبنى و ليس جراء الزلزال نفسه, لذلك أصبحت الأنظمة والقوانين للبناء تتطلب أن تحتوي على أنظمة مقاومة للزلازل ومنها (Base isolation system) نظام عزل القواعد ، و أيضاً جدران القص (Shear Walls) و هناك غيرها من الأنظمة الهيكلية متعلق بالجملة الإنشائية للمبنى ، كما أن استخدام نظام البندول و الخزان المائي في الابراج و ناطحات السحاب من الحلول المثالية لمقاومة الزلازل .
و من الجدير بالذكر بأن هذه الدول أصبحت تطور مواد بناء جديدة مقاومة للزلازل أكثر مرونة و أقل وزناً فهي تساعد على تبديد الطاقة الناتجة من الزلزال و هي أيضاً مسؤولة بنفس القدر على حماية المبنى من السقوط جراء حدوث الزلازل.
وعن تصميم المنازل في الأردن ومدى قدرتها على التحمل علق المختص بأنه من الممكن القول إن المنازل الموجودة في الأردن الحديثة منها ، قادرة على مقاومة الزلازل وذلك يعزى إلى الجودة العالية للمواد المستعملة الخاضعة للمقاييس العالمية وأن أغلب هذه المنازل لا يتعدى الثلاث طوابق في معظم مناطق المملكة و هذا يقلل من تأثير الزلازل عليها لا قدر الله، و أما بالنسبة للأبنية العالية فإن أنظمة مقاومة الزلازل فيها تعتبر من أجود الأنظمة وصممت ضمن المعايير الهندسية و بإشراف خيرة المهندسين و بتنفيذ ضمن المواصفات الهندسية المطلوبة.
وأشار الطراونة إلى أنه يمكن التطرق هنا للمناطق المحتمل تعرضها للزلازل فهي منطقة البحر الميت والمناطق المجاورة لها حيث تنشط الحركة الزلزالية بسبب وقوعها فوق الصدع التحويلي للبحر الميت وحفرة الانهدام ، لذلك وجب الانتباه لواقع حال المباني الموجودة ضمن هذه المنطقة.
من جهته، قال أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور حسين خزاعي إن هذه المرحلة تتطلب الهدوء ووقف نشر الذعر والقلق بين الناس من خلال تداول المزيد من الصور والفيديوهات ومتابعة الأخبار، خصوصا أمام الأطفال.
وشدد الخزاعي على أنه علينا الإيمان بالقضاء والقدر وخصوصا أن التنبؤ بالزلزال أمر صعب، كما علينا أن نحاول أن نتلقى التدريب أو التثقف حول كيفية التعامل مع الزلزال حال وقوعه.
المصدر : أخبار الأردن