الأسرة والطفل
في أي عمر يسمح للطفل اللعب خارج المنزل؟
أكد الدكتور هاني جهشان، مستشار الطب الشرعي، أنه يمكن السماح للأطفال بعمر 5 الى 6 سنوات باللعب لوحدهم لبضعة دقائق فقط، في المرة الواحدة، في فناء منزل له سياج.
وقال في مقال الأحد، إن الأطفال في عمر 8 سنوات يمكن السماح لهم باللعب لوحدهم خارج المنزل بفناء بدون سياج لبضعة دقائق بشرط التحقق من البيئة حول المنزل والمخاطر المحتملة في المجتمع المحلي، مع ضمان بعد الفناء عن الطرق وأماكن اصطفاف سيارات الغرباء.
وأضاف: “لا يتوقع مطلقا ان يسمح لطفل عمره اقل من خمسة سنوات باللعب لوحده خارج المنزل بأي حال من الأحوال إن كان فناء المنزل بسياج أو بدون سياج، وأنه لا يتوقع لأي طفل عمره اقل من 12-13 سنة ان يذهب للمدرسة مشيا على الاقدام لوحده او برفقة اخرين، ومهما اعتقد الاهل أن موقع المدرسة قريب”.
وبين جهشان أنه ومهما كانت ثقة الاهل بمهارات الطفل وقدراتها على حماية نفسه يجب التحقق من سلامة البيئة ودراسة المخاطر في المجتمع المحلي، متوقعا ان يكون في جميع الاحياء وحتى الفقيرة منها، مساحات مخصصة للعب الأطفال آمنة وذات مواصفات هندسية تضمن السلامة.
وطالب جهشان في مقالته بمشاهدة الطفل بشكل مباشر من خلال نافذه تشرف على الفناء الذي يلعب به الطفل ان كانت بسياج او بدون سياج. وأنه يجب التأكد قبل خروج الطفل للعب من مخاطر التعرض لإصابات بسبب الزجاج المكسور او الأدوات والأجهزة المعطوبة التي قد تترك في فناء المنزل.
وشدد جهشان على الوالدين بتقييم مستوى نضج الطفل بالتعامل مع الاخرين، وتقييم مستوى حماية نفسه من أية مخاطر بالاستغلال او الخطف بعدم التحدث للغرباء او الذهاب معهم تحت أي ظرف من الظروف. وتقييم تصرفاته المتوقعة المتعلقة بمغادرة المكان دون اعلام اهله، وهل يفقد السيطرة بان يركض في الشوارع بدون أدراك مخاطر ذلك، مشيرا الى أهمية دراسة جميع هذه الأمور قبل السماح لأي طفل من مغادرة المنزل للخارج لوحده، بما في ذلك تقييم خاص للأطفال ذوي الاعاقات الحركية والبصرية والسمعية والأطفال الذين يعانون من فرط الحركة او التوحد أو صعوبات التعلم أو صعوبات النطق.
وأكد جهشان على أهمية ان يكون مع الطفل اثناء لعبه خارج المنزل، رفقاء كأشقائه او اقاربه او أصدقائه او زملائه في المدرسة، مشيرا الى أنهم اقل عرضة للمخاطر وأكثر أمانا عندما يلعبون في مجموعات.
وحسب المراجع المعرفية بين جهشان أن أي طفل عمره أقل من 11 سنة أو 12 سنة يتوجب أن يكون هناك راعي له خلال مغادرته المنزل إلى المدرسة أو بالعكس أو السماح بالخروج له منفردا للمجتمع المحلي، وحتى بعد هذا العمر يتوجب أن يرافقه شخص يرعاه اعتمادا على نضوجه الاجتماعي والنفسي، ويتوجب ذلك أيضا إن كان يعاني من إعاقات جسدية أو بصرية أو سمعية أو من اضطرابات سلوكية أو اضطرابات اللغة والكلام، ويعتمد ذلك أيضا على بعد المسافة ما بين المدرسة والمنزل وعلى شيوع عوامل الخطورة في المجتمع المحلي للتعرض للعنف أو الاستغلال أو غياب معايير السلامة العامة بالطرق.
وأشار جهشان الى إدراك المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل في المجتمع المحلي أثناء وجوده خارج المنزل، حسب مرحلة تطوره و نموه، وقدراته الشخصية والمعرفية، قد يتوه الطفل في الطرق والأزقة ويضل الطريق إلى منزله، وقد يتعرض لحوادث المرور ولمخاطر الإصابات بسبب ضعف مواصفات السلامة في الطرق والمرافق العامة، و في مرحلة الأطفال أكبر من 12 سنة قد يتعرض الطفل لمخاطر من رفقاء السوء كالتعود على التدخين أو الكحول أو المواد الطيارة، وقد يتعرض للعنف الجسدي والتنمر من أطفال آخرين في الطرقات، وقد يتعرض الطفل لمخاطر العنف الجنسي من المراهقين والبالغين إن كانوا من المجتمع المحلي أو غرباء.
على الرغم من عدم شيوعها بين أن الطفل في مجتمعنا قد يتعرض لمخاطر الخطف المباشر وبالتالي الاتجار بالبشر وبالأعضاء البشرية أو الانضمام لعصابات تهريب المخدرات، أو الانخراط في العصابات المسلحة والتكفيرية.
وأشار جهشان الى أن هذه المخاطر ليست محصورة بوجود الطفل خارج المنزل أثناء اللعب بل أيضا قد تحدث خلال فترة ذهاب الطفل لوحده للمدرسة وعودته منها، وأيضا قد تحدث بالأماكن الأخرى التي قد يتواجد بها الطفل وحيدا إن كان برضى والديها أو رغما عنهما أو بغفلة منهما، مثل مجمعات التسوق او المتنزهات العامة أو صالات الألعاب والسينما.