أخبار

بعد 28 عاما من التوقيع.. لماذا قررت إسرائيل تسريع مشروع المنطقة الصناعية المشتركة مع الأردن؟

في خضم مساعيها للاندماج بدول الشرق الأوسط، أعلنت الحكومة الإسرائيلية قبل أيام المصادقة على مقترح الإسراع بتنفيذ مشروع “بوابة الأردن”، وهو المنطقة الصناعية المشتركة بين إسرائيل والأردن.
وذكر موقع “I24” الإسرائيلي، أن “الحكومة صادقت على اقتراح رئيس الوزراء يائير لابيد ووزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج، للإسراع في إجراءات تنفيذ المشروع”.

وطرح البعض تساؤلات حول دلالات الخطوة الإسرائيلية وأهدافها السياسية من وراء الإعلان، وإمكانية استفادة الأردن من هذه المنطقة على المستوى الاقتصادي.
ترويج إسرائيلي
اعتبرت لما جمال العبسة، المحللة الاقتصادية الأردنية، أن مشروع المنطقة الصناعية المشتركة المعلن عنه مؤخرًا بين الأردن وإسرائيل قديم، منذ عام 1994م، وتحديدًا منذ اتفاقية وادي عربة الموقعة بين الدولتين.
وبحسب حديثها لـ “سبوتنيك”، فإن موضوع التطبيع بين إسرائيل والأردن له طابع خاص، وكذلك مصر، حتى الحدود الدبلوماسية محدودة جدا، وليس من المسوح للمواطن الأردني سهولة التنقل بين الأردن وإسرائيل، لكن مع تطور علاقات التطبيع مع بعض الدول لا سيما الخليجية، وسهولة التنقل، بات لدى تل أبيب رغبة أكثر في الاندماج بمنطقة الشرق الأوسط.

وتابعت: “رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية لم يجد بدًا للاندماج بالشرق الأوسط، سوى تحسين العلاقات مع الأردن، أو إيهام الرأي العام بذلك، إلا أن العلاقات غير مستقرة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في فلسطين، وإسرائيل ترى أن الأردن بوابتها للعبور للمنطقة، بعد أن وجه العاهل الأردني صفعة قوية في قمة جدة، بعد رفضه للتطبيع إلا بعد وجود حل شامل للقضية الفلسطينية”.

واعتبرت أن: “الدعاية الإسرائيلية الكاذبة للمنطقة الصناعية الآن، والحديث عن تسهيل دخول رجال الأعمال والمستثمرين الأردنيين للداخل الفلسطيني المحتل، هو مجرد أحاديث إعلامية، وستبقى إسرائيل مقيدة دخولها على الأردنيين، كما هو الحال الآن، حيث تبحث إسرائيل عن معبر يسهل لها الاندماج في المنطقة، وتريد الاستفادة الآن من التطبيع مع إسرائيل بعد عقود طويلة من عدم الاستفادة بهذه العلاقات”.

واستطردت: “لن يكون هناك أي عائد اقتصادي أو سياسي من هذه المنطقة، أو تأثير على الوضع في الأردن باعتبار أن الشارع غير متقبل لفكرة التطبيع، ولم يتجاوز بعد قضية المياه والغاز الإسرائيلي، ومن الصعب القبول بتبادل السلع والخدمات، لا يوجد أي استفادة سياسية أو اقتصادية، مجرد أطماع إسرائيلية صعبة المنال”.
انتهاكات إسرائيلية
بدوره اعتبر الدكتور نضال الطعاني، المحلل السياسي الأردني والبرلماني السابق، أن اللقاء الأمريكي العربي الذي عقد في السعودية مؤخرا، ركز على الوضع الاقتصادي والأمن الغذائي أكثر مما سوق له بأنه عمل عسكري.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، فقد تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي في زيارته الأخيرة للأردن، رسائل واضحة بضرورة الحفاظ على استقرار الوضع الأمني، واحترام الوضع التاريخي للقدس والمقدسات الدينية، حتى إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وعلى ترابها الوطني، ووفق قرارات الشرعية الدولية وعاصمتها القدس.
وتابع: “يحاول الإعلام الإسرائيلي ترويج إقامة منطقة تجارية وصناعية مشتركة بين الأردن وإسرائيل باعتبارها نواة حقيقية للسلام، وثمرة للتحالف العربي الإسرائيلي الأمريكي”.
ويرى أن الأردن يعلم جيدًا بأن إسرائيل لا تحترم المعاهدات الدولية، أو معاهدات السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل، وما يدل على ذلك مطار رامون الإسرائيلي في مدينة إيلات، والذي يخالف كل المعايير الدولية ويعد اعتداءً صارخًا على السيادة الأردنية وعلى مصالحها الاستراتيجية.
وأكد المحلل السياسي الأردني أن المنطقة الصناعية المزمع إقامتها لن يكون لها أي استفادة سواء سياسية أو اقتصادية في ظل ممارسات إسرائيل المنافية لكل المعايير الدولية وتعديها الدائم على حقوق الغير.
وقال البيان الإسرائيلي إنه “بعد 28 عاما من توقيع اتفاقية السلام مع الأردن، نتقدم بعلاقات حسن الجوار بين البلدين خطوة إلى الأمام، وهذا إنجاز سيساهم بشكل كبير في تنمية المنطقة وتعزيزها”.
وأوضح البيان أنه “تم الانتهاء من التفاصيل النهائية لهذا المشروع مع الملك عبد الله خلال زيارة لابيد للعاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي”.
وأشار البيان إلى أن المنطقة الصناعية المعفاة من الجمارك ستتيح لأصحاب المشاريع ورجال الأعمال الإسرائيليين والأردنيين إقامة مشاريع مشتركة والتواصل المباشر.
وأكد البيان أن هذا المشروع يعد من ثمار توقيع اتفاقية السلام عام 1994 الهادف إلى تعميق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

والأسبوع الماضي، التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، في قصر الحسينية في عمان.

وأفاد الديوان الملكي الأردني بأن الملك عبد الله الثاني أكد خلال اللقاء “ضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين، وتعزيز الأمن والاستقرار، والتنمية الإقليمية التي لا بد أن يكون الفلسطينيون جزءا منها”.
وأشار إلى أهمية البناء على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، مشددا على ضرورة الحفاظ على التهدئة الشاملة في الفترة المقبلة، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
المصدر : سبوتينك
إغلاق