أخبار
تزايد الدعم الشعبي الأردني لغزة وتنوع خياراته
بصورةٍ غاضبة ومتسارعة، تصاعدت حدة الحراك الشعبي والجماهيري الأردني الرافض للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، ليواصل الأردنيون فعالياتهم على اختلاف أنواعها وأشكالها.
فمن الدعوة والالتزام بمقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية، إلى إفشال الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا محاولة تسلل مسلحين عبر الحدود الأردنية لتنفيذ عملية مسلحة في يافا، وصولا إلى تغيير الأردنيين للكثير من عاداتهم التي كانوا يمارسونها خلال شهر رمضان، بالعزوف عن شراء السلع الرمضانية والإفطارات الجماعية، نتيجة تداعيات العدوان الإسرائيلي على القطاع.
حصار مقابل حصار
وتمثلت آخر الفعاليات الغاضبة التي شهدتها المملكة خلال اليومين الماضيين في مسيرتين حاشدتين، نُظمتا بالقرب من مقر السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية بالعاصمة عمّان، منعت خلالهما قوات الأمن الأردني آلاف المحتجين الغاضبين من الوصول لمقر السفارة، وجاءت الفعالية بدعوة من التجمع الشبابي الأردني لدعم المقاومة، تنديدا بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها سكان قطاع غزة، ورفضا للحصار المفروض على مجمع الشفاء الطبي.
وأفاد الناشط الحزبي والشبابي خالد أبو رمان في حديث للجزيرة نت أن “الفعاليات الأخيرة باتجاه السفارة الإسرائيلية تأتي في إطار محاصرتها، لحين إعلان الحكومة الأردنية عن موقفٍ واضح بقطع كامل لعلاقتها مع الاحتلال بصورة نهائية، في ظل الإمعان الإسرائيلي في الدم الفلسطيني، والحديث عن حالات اغتصاب لفلسطينيات في محيط مستشفى الشفاء الطبي”.
وقال أبو رمان إن “فرض الحصار الشعبي على السفارة الإسرائيلية في عمّان مستمر بصورةٍ يومية، طالما بقي الحصار مفروضا على مستشفى الشفاء في قطاع غزة، ولحين سماح الجيش الإسرائيلي بإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى شمال القطاع دون شروط”.
غضب شعبي
وسيطر الجمود على الأسواق الأردنية خلال أيام شهر رمضان، حيث شهدت المطاعم والمقاهي ومحلات بيع الحلويات تراجعا ملموسا في الطلب، وبنسبة لا تقل عن 30%، بسبب الأوضاع السائدة في قطاع غزة، في الوقت الذي بدأت فيه حملة شعبية قادتها غرفة تجارة الأردن، لتقاسم وجبة الإفطار في رمضان مع قطاع غزة، الذين يواجهون خطر المجاعة، ويعانون من الجوع.
وبدأت العديد من المؤسسات الخيرية والنقابية بالتفاعل مع الحملة الشعبية، بتجهيز مئات الآلاف من وجبات الإفطار يوميا لسكان قطاع غزة، من تلك التي تحملها طائرات سلاح الجو الأردني، لتقوم بإنزالها على سكان قطاع غزة بصورةٍ منتظمة منذ بدء شهر رمضان.
من جهة أخرى، أعادت السلطات الإسرائيلية الحديث عن مشروعها القديم ببناء جدار على طول الحدود مع الأردن بطول 309 كيلومترات، يأتي هذا بعدما أفادت وسائل إعلام عبرية باعتقال مسلحين اثنين بعد اجتيازهما الحدود باتجاه الأراضي الفلسطينية قادمين من الأردن، وبحوزتهما أسلحة.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية، إن الشابين ضُبطا وهما يحملان سلاح “كلاشنكوف”، ومشطين للذخيرة، بالقرب من مستوطنة “بتسائيل”، القائمة على أراضي قرية فصايل بمنطقة الأغوار، لتأتي هذه المحاولة وسط دعوات شعبية متصاعدة ومتكررة في كافة الفعاليات والوقفات الاحتجاجية للمطالبة بفتح الحدود مع فلسطين.
أسطول بحري
وفي إطار الدعم الشعبي الذي يقدمه الشعب الأردني لكسر الحصار عن قطاع غزة، أكد عضو اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة المهندس بادي الرفايعة أن الاستعدادات جارية، لإطلاق حملة دولية بحرية قريبا إلى قطاع غزة بمشاركة أردنية كبيرة.
وأوضح الرفايعة في حديثه للجزيرة نت أن “الأردن شريك رئيس في الحملة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وهو يعمل مع شركائه في عدد من الدول العربية، وبالتنسيق مع منظمة (IHH) التركية، من أجل مشاركة أردنية واسعة في الأسطول البحري، على غرار المشاركة الأردنية في أسطول الحرية عام 2010”.
وأضاف أن “الاستعدادات تجري على قدم وساق للمشاركة في الأسطول، من خلال تشكيل فريق عمل من النشطاء النقابيين، الذين شاركوا في حملات كسر الحصار عن غزة سابقا للمساعدة ومتابعة ذلك”.