أخبار

منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تعرف عليها

في محاولة للتشكيك بالسردية الإسرائيلية الموجهة للمجتمعات الغربية، واستثمارا لحالة تغير الرأي العام العالمي بعد أن تحركت فيه مشاعر الغضب والرفض نتيجة مشاهد الدمار والعدوان على قطاع غزة، تسعى مجموعات أردنية متطوعة للرد على ما ينشر في الفضاء الإعلامي الغربي، ويتبنى الرواية الإسرائيلية دون تحقق.

وفي زمن قياسي، حققت قاعدة البيانات الرقمية “بالي أنسرز” (أجوبة فلسطين) (Palianswers) المختصة بدحض المعلومات الكاذبة حول القضية الفلسطينية عبر شبكة الإنترنت، تزايدا ملحوظا في أعداد مستخدميها، مع توافد آلاف الزوار على موقعها الإلكتروني.

وبحسب القائمين على الموقع، جاء إطلاق المنصة ذات المصادر المفتوحة والموثقة بأسلوب واقعي ومقتضب، ردا على الانتشار الهائل للمعلومات المضللة والدعاية الكاذبة حيال مأساة الشعب الفلسطيني، وعمليات الإبادة الجماعية المستمرة بحق المدنيين في قطاع غزة.

يستهدف الموقع الإلكتروني بشكل رئيسي الرأي العام الغربي، ويوفر لهم المعلومات الدقيقة، حيث يتيح الموقع للمتصفح قاعدة بيانات باللغة الإنجليزية، ويسهم في توحيد الرسائل المقدمة من قبل الجمهور العربي والداعم للقضية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركتها على مستوى عالمي.

ويؤكد مؤسس الموقع عماد الشوا أن المنصة تقدم للمستخدم إجابات مختصرة “ردا على الرواية الصهيونية الزائفة”، لا سيما تلك المرتبطة بالتاريخ أو النكبة الفلسطينية، وصولا إلى الأمور المتعلقة بأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي من مجازر في قطاع غزة.

وأضاف الشوا في حديثه للجزيرة نت أنه وجد تجاوبا كبيرا من قبل العديد من الجهات والمؤسسات والأشخاص، مشيرا إلى أنه تم تفنيد ما يزيد على 70 ادعاء إسرائيليا، وتوفير مئات الردود المتعلقة بالرواية الإسرائيلية الكاذبة.

وأوضح أن الموقع يخاطب جمهوره باللغة الإنجليزية، وأن معظم متصفحي الموقع من الولايات المتحدة، وكندا، وأوروبا، ومع مرور الوقت ستكون هناك العديد من اللغات الأخرى

ولفت الشوا إلى أنه سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي للإجابة عن الأسئلة التي يضعها المستخدم، واقتراح إجابات وردود على الادعاءات الصهيونية بشكل مستمر.

وبرأيه، تمثل منصة “بالي أنسرز” إحدى الأدوات التي انطلقت في الآونة الأخيرة لخوض “المعركة الإعلامية” ضد السردية الإسرائيلية، التي تهدف لدفع العالم الغربي للتغاضي عن محاسبة إسرائيل، وإعطائها الضوء الأخضر لاستمرار الاحتلال وسياساتها العنصرية ضد الفلسطينيين.

وشهدت الأشهر الماضية حراكا إعلاميا على الموقع الإلكتروني، بهدف العمل على توفير قاعدة بيانات فعالة لتمكين المستخدمين من مواجهة حملات التضليل والدعاية ذات الرعاية الرسمية الإسرائيلية، والتي تُستخدم كسلاح ضد الشعب الفلسطيني خاصة على منصات التواصل الاجتماعي.

“حرب إعلامية”

وبرأي النشطاء القائمين على الموقع الإلكتروني، فإنه يؤكد بشكل متزايد انعدام مصداقية الرواية الإسرائيلية، ويسعى إلى “تمكين الناس من مواجهة الأكاذيب الصهيونية من خلال حقائق موجزة خلال هذه الحرب الإعلامية”، كما من المهم تثقيف أكبر عدد ممكن من الناس، من خلال الحقائق والوقائع على الأرض.

وتمتاز المنصة بسهولة الوصول إليها عبر الموقع الإلكتروني، وتحتوي على صفحات مقسمة بحسب بعض الجوانب الأساسية للقضية الفلسطينية، مثل تاريخ فلسطين، والنكبة، والاحتلال الإسرائيلي، والتطهير العرقي المنهجي في الأراضي المحتلة، والفصل العنصري، بالإضافة إلى قضايا محورية أخرى.

ويسمح الموقع بالمساهمة بمخزون متنام من التفنيدات والطعون والإجابات الهادفة لإجلاء الحقيقة، في عملية تتم مراقبتها بعناية من قبل فريق التحرير لضمان الدقة، وبما يكفل أيضا تحديث محتوى المنصة وتوسيعه باستمرار ليبقى بالمرصاد ومتابعا للروايات الكاذبة.

ويلتزم العاملون على المنصة بالعمل الجدي والحثيث لتزويد المستخدمين بمعلومات موثقة وبمرجعية مزودة بروابط للمصادر ذات الصلة، لتمكينهم من الانخراط في تيار أكبر لمكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت.

كما تغطي قاعدة البيانات مجموعة واسعة من القضايا الأساسية المتعلقة بالعدوان الحالي، بالتزامن مع مواصلة جهودها الرامية لتوسيع شبكة المتطوعين العاملين على إنشاء المحتوى لتعزيز الوصول إليه وترك التأثير المنشود.

إغلاق