سلايد 1مال واقتصاد

ما هو مستقبل العلاقات الاردنية التركية؟

أكد المشاركون في الندوة التي عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط مساء أمس في عمّان العلاقات الاقتصادية التركية- الأردنية، على ضرورة تعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيرين إلى تاريخ العلاقات التي تربط بين البلدين وعمقها رسمياً وشعبياً، والطموح المشترك لتطويرها.

جاءت هذه الندوة تزامناً مع مرور 70 عاماً على العلاقات بين البلدين، وباستضافة عدد من النواب الأتراك وحضور السفير التركي في عمان مراد كاراجوز وعدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والنيابية الأردنية.

أشار رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد الذي أدار الندوة إلى حجم التعاون الاقتصادي بين الأردن وتركيا وتصاعده خلال السنوات الماضية، ووجود عدد من المؤسسات واللجان المشتركة بين البلدين كمنتدى رجال الأعمال الأردنيين والأتراك والاتفاقيات الثنائية، مؤكداً على ضرورة تعزيز هذا التبادل التجاري الذي لا يتناسب حجمه مع طموح البلدين وإمكاناتهما والفرص القائمة فيهما.

وفي بداية حديثهم، استعرض النواب الأتراك الواقع التركي لعام 2017، وما أعقب محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي من تداعيات وأثرها على العلاقات التركية- العربية، مشيدين بالموقف الرسمي والشعبي الأردني المتضامن مع تركيا فيما واجهته من تحديات.

وأشار النواب إلى ما يواجهه البلدان من تحديات مشتركة لا سيما فيما يتعلق بمحاولة زعزعة أمنهما واستقرارهما من قبل المنظمات الإرهابية وانتشار التطرف، إضافة إلى التحدي المتعلق بأزمة اللاجئين العراقيين والسوريين وتداعيات الأوضاع في العراق وسوريا وتطورات الملف الفلسطيني، معتبرين أن كلا من الأردن وتركيا يمتلكان فهماً مشتركاً لهذه التحديات التي تمر بها المنطقة، في ظل ارتباط مستقبل دول الإقليم ببعضها.

كما أكد النواب الأتراك في كلماتهم على ضرورة تعزيز التعاون والتضامن بين البلدين لمواجهة هذه التحديات وتنسيق المواقف السياسية بينهما، والعمل على إرساء الاستقرار في المنطقة نظراً لما يتمتع به البلدان من استقرار يمثل نموذجاً يحتذى به في ظل ما يشهده الإقليم من أزمات وصراعات دامية، والدعوة لحل مشاكل المنطقة من خلال رؤية مشتركة دون تدخلات خارجية، خاصة لما للبلدين من تأثير فعال في كل من سوريا والعراق ودورهما في فلسطين والقدس ودعم تركيا للوصاية الهاشمية على المقدسات فيها، معتبرين أن استقرار تركيا سياسياً يساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة.

كما أشار النواب إلى المساعي التركية لتعزيز التعاون في المجال الثقافي والاقتصادي، لا سيما في قطاعات النقل الجوي والبري والملاحي بين البلدين، معتبرين أن الشراكة الأردنية والتركية ستشكل نموذجاً ناجحاً في المنطقة يؤسس لمشاريع مشتركة إقليمية، مع ضرورة تعزيز التعاون في مجال العمل المصرفي والبنوك، وزيادة التبادل التجاري في مجالات الغذاء والدواء والفوسفات والأسمدة والطاقة، وتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين في ظل تزايد عدد الطلبة من الجانبين في جامعات البلدين.

فيما أكد السفير التركي مراد كاراجوز على عمق العلاقات بين البدين، وسعي تركيا لتعزيز الملاحة الجوية بين البلدين خاصة في ظل الأوضاع في سوريا والعراق، والسعي لتفعيل رحلات الخطوط الجوية إلى العقبة رغم الصعوبات المتعلقة بارتفاع التكاليف، مشيراً إلى زيارة وزير النقل التركي للأردن قبل يومين، وزيارته لميناء العقبة ومطارها.

وأشار كاراجوز إلى أهمية تطوير اتفاقية التجارة الحرة التي تشكل العمود الفقري للتجارة بين البلدين، وسعي بلاده لتعزيز التعاون في مجال التعليم وزيادة المنح الجامعية الممنوحة للطلبة الأردنيين، وأهمية تفعيل المجالس المشتركة بين البلدين، مشيراً إلى حرص رجال الأعمال الأتراك على الاستثمار في الأردن.

من جهتهم، أكد الحضور من الجانب الأردني خلال الندوة على أهمية الانفتاح التركي على العالم العربي، وضرورة قيام تركيا بدور فاعل في المنطقة بالتنسيق مع الأردن لتحقيق المصالح العربية والإسلامية في الإقليم لما تمتلكه تركيا من موقع وأهمية استراتيجية في علاقاتها مع المنطقة العربية ودعم قضاياها، وما يتمتع به البلدان من استقرار ورؤية مشتركة لمواجهة تحديات وتهديدات أمامهما.

كما أكدوا على ضرورة تعزيز الشراكة بين رجال الأعمال الأردنيين والأتراك، وتعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين، والاستفادة من التجربة التركية في مجال الاقتصاد والاستثمار وتعزيز الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة.

إغلاق