أخبار
سفيرة جنوب إفريقيا في الأردن: لم أرَ أي رئيس دولة يقوم بما قام به الملك عبدالله

أشادت سفيرة جمهورية جنوب إفريقيا تشيلاني موكوينا بالموقف الأردني الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدة أن الأردن كان في طليعة الدول التي سارعت لتقديم المساعدات خلال العدوان على غزة.
وأثنت السفيرة على الجهود التي بذلها جلالة الملك، مشيرة إلى أنه “لم أرَ أي رئيس دولة يقوم بمثل هذا الدور رأينا الملك بنفسه وهو ينزل المساعدات من الجو، حيث كان الأردن في مقدمة الدول التي أرسلت مساعدات جوية إلى قطاع غزة”.
كما أكدت على الدور الإنساني الذي لعبته المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة، مشيرة إلى استقبال عدد كبير من الجرحى الفلسطينيين للعلاج في الأردن، ووصفت ذلك بـ”التضحية التي لن تُنسى”.
وأشادت السفيرة بوحدة الموقف العربي خلال القمة العربية الأخيرة، حيث أكدت الدول العربية دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات لتهجيره من أرضه، مع التأكيد على ضرورة إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء العدوان.
أكدت أن بلادها تعتبر دعم القضية الفلسطينية واجبًا أخلاقيًا مستمدًا من تجربتها التاريخية في مواجهة الفصل العنصري (الأبارتهايد). وأشارت إلى أن التضامن الدولي كان عنصرًا حاسمًا في نضال جنوب إفريقيا ضد التمييز العنصري، مؤكدةً “لا حرية لجنوب إفريقيا ما لم تكن فلسطين حرة”.
وأضافت السفيرة خلال مقابلة إذاعية عبر راديو البلد مع الزميل محمد العرسان أن هناك أوجه تشابه كبيرة بين ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ونظام الفصل العنصري الذي كان سائدًا في جنوب إفريقيا، مشيرةً إلى أن القيود المفروضة على الفلسطينيين، مثل الحواجز العسكرية والتمييز العرقي والديني، تجعل الوضع الحالي أسوأ من تجربة الأبارتهايد في بلادها.
أكدت الدبلوماسية أن تجربتها في الأردن ساعدتها على فهم أعمق للقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن التشابه بين ما حدث في جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري وما يعيشه الفلسطينيون اليوم واضح، لكنه أكثر قسوة في فلسطين.
وأشارت إلى أن القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين تجعل الحياة اليومية صعبة للغاية، حيث لا يستطيعون التنقل بين القرى دون المرور بنقاط تفتيش إسرائيلية قد تستغرق ساعات، حتى في الحالات الطارئة مثل نقل المرضى إلى المستشفيات.
وأضافت أن القمع الذي تشهده فلسطين اليوم يفوق ما عاشه شعب جنوب أفريقيا، موضحة أنه “رغم كل ما مررنا به، لم يتم تدمير مدننا بالكامل، ولم تُمحَ المساجد والكنائس والمؤسسات الثقافية والمستشفيات كما يحدث الآن في فلسطين”.
كما شددت على أن الفلسطينيين الذين يتم تهجيرهم من أراضيهم لا يُسمح لهم بالعودة، على عكس تجربة جنوب أفريقيا، حيث أُعيد الاعتراف بحق العودة في عام 1994، مما سمح للمنفيين بالعودة إلى ديارهم.
وفيما يتعلق بالقضية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة، شددت السفيرة على أن بلادها لم ترتكب أي مخالفة قانونية، بل استندت إلى التزاماتها الدولية بحقوق الإنسان. وأكدت أن جنوب إفريقيا لن تتراجع عن موقفها رغم الضغوط السياسية والاقتصادية التي تواجهها.
كما تطرقت إلى قانون إصلاح الأراضي في جنوب إفريقيا، نافيةً المزاعم التي تروجها بعض الجهات حول استهداف البيض أو مصادرة الأراضي دون تعويض. وأوضحت أن القانون جاء لمعالجة إرث الفصل العنصري، حيث تم الاستيلاء على الأراضي من الأفارقة دون تعويض تاريخيًا، وأنه بعد 30 عامًا من الديمقراطية لم تتم استعادة سوى 4% من هذه الأراضي.
تقول “وقع رئيس جنوب أفريقيا قانونًا جديدًا للاستيلاء على الأراضي، وهو تشريع مستمد من قانون صدر عام 1975 خلال حقبة الفصل العنصري، حين كانت السلطات تفرض سياسات استيلاء على الأراضي دون تعويض”.
“يعود تاريخ هذه القوانين إلى عام 1913، عندما أصدرت حكومة الفصل العنصري قانون الأراضي، الذي سمح بالاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي المملوكة للسكان الأصليين، وحصرهم في مناطق صغيرة تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة. وفي عام 1936، تم تعديل هذا القانون ليزيد من تضييق الخناق على المجتمعات الأفريقية والملونة، مما أدى إلى تهميش هذه الفئات وحرمانها من حقوق الملكية.”
“خلال فترة الفصل العنصري، مُنع الأفارقة والهنود والملونون من امتلاك الأراضي في مساحات واسعة من البلاد، وأُجبروا على العيش في مناطق فقيرة وغير صالحة للزراعة، دون أي تعويضات عن الممتلكات التي تمت مصادرتها.”
“واليوم، ومع توقيع هذا القانون الجديد، تثار تساؤلات حول كيفية معالجة إرث هذه السياسات، خاصة أن النظام الديمقراطي الذي أُقيم بعد عام 1994 وعد بإصلاحات عادلة في توزيع الأراضي “.
وختمت على وحدة الموقف الرسمي والشعبي في جنوب افريقيا الداعم لحرية الشعب الفلسطيني “يشهد الشارع الجنوب أفريقي حالة من الانسجام الكبير بين الموقف الرسمي والشعبي فيما يخص دعم القضية الفلسطينية، حيث خرجت مظاهرات متواصلة منذ أشهر تعبيرًا عن التضامن مع الفلسطينيين. هذا الدعم ليس وليد اللحظة، بل يمتد لسنوات طويلة، إذ يرى كثيرون في جنوب أفريقيا تشابهًا بين معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي وما عاناه شعبهم خلال حقبة الفصل العنصري (الأبارتهايد)”.