رياضة
حلقة جديدة من مسلسل الصراع القاري بين ريال مدريد ويوفنتوس
تعتبر المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بين ريال مدريد ويوفنتوس، مناسبة عاطفية بالنسبة إلى مدرب الأول، زين الدين زيدان، لأنه سيواجه فريقا لعب في صفوفه أعواما عديدة، شهدت نضجه كلاعب موهوب تحول إلى أسطورة عالمية. وبالنسبة كذلك لعديد النجوم في الفريقين.
ولم يخف نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني أبدا أن تعطشه للألقاب يفوق البطولات التي يحرزها مع فريقه ويصل إلى إطار الجوائز الشخصية التي يحصل عليها في كل موسم.
ولذا، يرى رونالدو في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس الإيطالي 90 دقيقة تفصله عن الفوز مع الفريق بلقب دوري الأبطال وتعزز فرصه وطموحاته في الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم هذا الموسم.
وإذا توج رونالدو بجائزة الكرة الذهبية لعام 2017 ستكون الخامسة له في مسيرته الاحترافية حتى الآن كما سيعادل بهذا إنجاز منافسه التقليدي الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني الذي لا يزال اللاعب الوحيد الذي أحرز الجائزة خمس مرات من قبل.
وتمثل هذه المباراة في كارديف مواجهة فاصلة بين اللاعبين الأكثر ترشيحا للفوز بجائزة الكرة الذهبية هذا الموسم وهما رونالدو والإيطالي المخضرم جانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس.
ومن المؤكد أن الفريق الفائز باللقب الأوروبي سيضاعف من أسهم نجمه لإحراز جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية الرياضية في نهاية الموسم.
بوفون ضمن صفوف يوفنتوس في أغلب مسيرته لكن سامي خضيرة وغونزالو هيغوين سبق لهما اللعب لريال مدريد
أداء قوي
كان الأداء القوي والفعال لرونالدو في نهاية الموسم سببا في تأهل الريال لنهائي دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي. وأحرز رونالدو ثمانية من الأهداف العشرة التي سجلها الفريق في دور الثمانية والمربع الذهبي لدوري الأبطال واللذين اجتاز فيهما عقبتي بايرن ميونيخ الألماني وأتلتيكو مدريد الإسباني. كما أصبح رونالدو أول لاعب يكسر حاجز المئة هدف في دوري الأبطال. وقال رونالدو “كان هذا هدفا أردت الوصول إليه. فشلي في هز الشباك لمباراتين جعل هذا أمرا صعبا ولكنني كنت أرى دائما أنني سأكون أول من يجتاز رصيد المئة هدف في دوري الأبطال”.
ومع اجتياز هذا الحاجز في رصيد الأهداف الأوروبية متفوقا على ميسي واقترابه من معادلة رصيد ميسي من ألقاب لكرة الذهبية أكد رونالدو عمليا تفوقه مؤخرا في المنافسة الخاصة مع ميسي. وقال رونالدو عن مكانه في هجوم الريال “أكثر ما أحببته هو أن تكون لدي الحرية في الهجوم. زين الدين زيدان المدير الفني للريال منحني هذا. ألعب أحيانا في وسط الملعب وأحيانا على جانب الملعب”.
وردا على سؤال لموقع اليويفا على الإنترنت عن حصوله على قدر أكبر من الراحة في الموسم الحالي، قال رونالدو “في العامين الأخيرين، عانيت من الإجهاد في نهاية الموسم. ولذا، حصلت على قسط من الراحة خلال الموسم الحالي وأشعر الآن بأنني على ما يرام في نهاية الموسم”. ورغم شعوره بالإجهاد في نهاية الموسم الماضي ثم إصابته في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا، لعب رونالدو دورا بارزا في فوز البرتغال بلقب يورو 2016.
وإذا نجح رونالدو، بعد عام واحد من هذا النجاح، في الفوز بلقب دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي، سيكون هذا هو العام الأفضل في مسيرته الكروية حتى الآن. وقد يجذب رونالدو المزيد من الأضواء إليه خلال المباراة النهائية غدا إذا سجل هدفا ليصبح أول لاعب في العصر الحديث لدوري الأبطال يهز الشباك في ثلاث مباريات نهائية. وسبق لرونالدو أن سجل لفريقه السابق مانشستر يونايتد الإنكليزي في شباك تشيلسي الإنكليزي في نهائي 2008 كما سجل للريال في مرمى أتلتيكو مدريد في نهائي 2014. وإذا نجح في ذلك السبت، سيحقق رونالدو تفوقا جديدا على ميسي. وبفضل التحول للعب في قلب الهجوم تمكن رونالدو أيضا من تجاوز جيمي غريفز إلى صدارة قائمة هدافي بطولات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا برصيد 368 هدفا في الدوري الإنكليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى الإسباني كما تخطى حاجز 400 هدف مع ريال مدريد و100 هدف في دوري الأبطال. وقال رونالدو “نهاية الموسم مهمة للغاية. ينتابني شعور جيد وأريد أن أكون جاهزا لأن في هذه المباريات يتحدد كل شيء”.
نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو لم يخف أبدا أن تعطشه للألقاب يفوق البطولات التي يحرزها مع فريقه ويصل إلى إطار الجوائز الشخصية التي يحصل عليها في كل موسم
وبالطبع كان قرار المدرب الفرنسي باتباع سياسة التناوب في إشراك رونالدو عاملا حاسما في نجاحه هذا الموسم. ولم يشارك رونالدو في أربع من مباريات فريقه التسع الماضية ويبدو منتعشا. ويتناقض ذلك بشدة مع العام الماضي عندما كان في التشكيلة الأساسية في 34 مباراة في الدوري قبل إصابته وغيابه عن قبل نهائي دوري الأبطال.
سجل باهر
ليس غريبا أن يبدو بوفون، (39 عاما)، وكأنه يستطيع اللعب للأبد في ظل قوة الدفاع التي صنعها ماسيميليانو اليجري مدرب يوفنتوس والتي وصفها جيرار بيكي مدافع برشلونة بأنها “جبل” بعد خسارة فريقه في دور الثمانية. ويتوق بوفون، الفائز بكأس العالم 2006 مع إيطاليا التي ما زال حارسها الأول، إلى لقب دوري الأبطال ليضيفه إلى سجله بعد أن فشل مرتين في النهائي. وقال بوفون “إذا كنت فزت بدوري الأبطال كان حماسي سيقل. حقيقة أنني ما زلت لم أفز بهذا اللقب تدفعني إلى الأمام”.
وكان بوفون ضمن صفوف يوفنتوس في أغلب مسيرته لكن زميليه سامي خضيرة وغونزالو هيغوين سبق لهما اللعب لريال مدريد. وفاز خضيرة باللقب القاري مع ريال مدريد في 2014 لكنه لم يحجز لنفسه مكانا أساسيا قط في ملعب سانتياغو برنابيو بينما ما يزال هيغوين، رغم أنه سجل أكثر من 100 هدف مع النادي الإسباني، يبحث عن لقبه الأول في دوري الأبطال.
وستمنحهما مواجهة ناديهما القديم الحافز بينما لن يكون داني ألفيس ظهير برشلونة السابق في حاجة لأي تحفيز مع سعيهم إلى وضع حد لانتظار يوفنتوس المستمر منذ 21 عاما من أجل اللقب. ولسوء حظ بيل يبدو أن دوره في هذا النهائي الحلم لن يكون كبيرا في ظل عدم تعافيه بشكل كامل من إصابة في أربطة الكاحل مني بها في نوفمبر الماضي. ومن المرجّح أن يحصل المتألق إيسكو على مكان في تشكيلة زيدان الأساسية لكن إذا نال كتاب السيناريو فرصتهم فإن بيل سيشارك كبديل ليطلق شرارة احتفال لم تشهده كارديف من قبل.