رياضة
هجوم ريال مدريد يصطدم بدفاع يوفنتوس في نهائي الأبطال
يلتقي ريال مدريد الإسباني حامل اللقب مع يوفنتوس الإيطالي السبت في كارديف في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في مباراة تعج بالمواجهات الثنائية المرتقبة. ويسعى النادي الملكي إلى أن يصبح أول فريق يحتفظ باللقب في الصيغة الجديدة للمسابقة، في حين يعول يوفنتوس على مشواره الرائع هذا الموسم خصوصا إقصاؤه لبرشلونة في ربع النهائي، للظفر بلقبه الثالث في المسابقة والأول منذ 1996.
يطمح ريال مدريد الإسباني إلى النجاح في حملته القياسية للدفاع عن لقب دوري أبطال أوروبا السبت، لكنه سيصطدم بأحلام يوفنتوس الإيطالي الذي يتطلع إلى الصعود لمنصة التتويج للمرة الأولى منذ 21 عاما. المباراة النهائية التي تقام في كارديف ستشهد مواجهة من نوع خاص بين خط هجوم النادي الملكي بقيادة القناص البرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد أن نجح اللاعبون في تسجيل 32 هدفا في النسخة الحالية من دوري الأبطال، في مواجهة الدفاع الصلب ليوفنتوس بقيادة الحارس جانلويجي بوفون حيث لم تهتز شباك الفريق سوى بثلاثة أهداف خلال 12 مباراة.
“بي.بي.سي” هو المسمى الذي يطلق على خط هجوم الريال في إشارة إلى غاريث بيل وكريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو، فيما يتشكل خط دفاع يوفنتوس من ليوناردو بونوتشي واندريا بارتزالي وجورجيو كيليني. وقال الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال “إنهم لا يستقبلون الكثير من الأهداف ونحن نسجل الكثير من الأهداف، لكن هذا لن يؤثر على ما سيحدث، ستكون مباراة رائعة”.
المباراة التي سيتم بثها في جميع أنحاء العالم تشهد صراعا برازيليا في الدفاع بين مارسيلو مدافع الريال ومواطنه داني ألفيس ظهير يوفنتوس، وصراعا ألمانيا في وسط الملعب بين توني كروس (الريال) وسامي خضيرة (يوفنتوس) كما يواجه المهاجمان الأرجنتيني غونزالو هيغواين والإسباني ألفارو موراتا فريقيهما السابقين.
ريال مدريد البطل القياسي لدوري الأبطال يبحث عن لقبه الـ12 في البطولة، كما أن الفوز في النهائي سيجعل منه أول فريق يتوج باللقب مرتين متتاليتين منذ انطلاق البطولة في شكلها الحالي في موسم 1993/1992. يوفنتوس توج باللقب مرتين من قبل في 1985 و1996 ولكنه خسر منذ ذلك الحين في ست مباريات نهائية للبطولة، آخرها كان على يد برشلونة في 2015.
الفوز سيمنح بوفون (39 عاما) الفائز مع منتخب إيطاليا بلقب كأس العالم 2006، أول لقب قاري له مع يوفنتوس، كما سيصبح أكبر حارس مرمى ينال اللقب.
وقال بوفون بعد الفوز على موناكو الفرنسي في المربع الذهبي “قبل عامين اعتقد الجميع أنه سيكون النهائي الأخير لي، لكن عليك أن تثق في حلمك”.
وأشاد سيرجيو راموس قائد الريال ببوفون، ووصفه بالأسطورة، فيما قال كيليني “أشعر بأنني محظوظ للعب طوال مسيرتي في يوفنتوس والمنتخب الإيطالي وجانلويجي بوفون يقف خلفي في المرمى”.
وأكد كيليني أن دفاع يوفنتوس قادر على إيقاف خط هجوم الريال مثلما حدث في المربع الذهبي لدوري الأبطال عام 2015. وأوضح “قوة خط هجوم ريال مدريد ليست سرا، علينا أن نبقي الكرة بعيدة عن مرمانا على قدر استطاعتنا”.
وتابع “نشعر بالقوة والاستعداد بشكل أفضل لهذا النهائي عما كنا عليه قبل عامين، لقد نضجنا منذ ذلك الحين”.
إنجاز تاريخي
يحلم الريال المتوج حديثا بلقب الدوري الإسباني بالحفاظ على لقب دوري الأبطال في إنجاز تاريخي، كما يطمح إلى الجمع بين ثنائية المحلية والأوروبية للمرة الأولى منذ عام 1958. وقال رونالدو “ينبغي أن ندخل المباراة بتواضع ولكن مع إظهار أدائنا المعهود وشخصيتنا، أن نظهر أننا الأفضل، يوفنتوس فريق رائع ولكني أعتقد أننا أفضل”. وأضاف “أشعر أنني في حالة جيدة، والفريق كذلك في حالة جيدة، وعلينا أن نستغل ذلك، لدينا الفرصة التاريخية لإحراز الثنائية، ونتمنى السبت أن نتوج بلقب دوري الأبطال”.
5 مواجهات ثنائية مرتقبة في النهائي
أبرز المواجهات الثنائية المرتقبة، والتي قد يكون لها تأثير على نتيجة المباراة:
◄كريستيانو رونالدو /ليوناردو بونوتشي
◄ سيرجيو راموس/غونزالو هيغواين
◄مارسيلو /داني ألفيس
◄كاسيميرو /باولو ديبالا
◄ لوكا مودريتش /ميراليم بيانيتش
وسجل رونالدو 103 أهداف خلال مسيرته الأوروبية، من بينها خمسة أهداف في شباك بايرن ميونخ الألماني في دور الثمانية وثلاثة أهداف في شباك أتلتيكو مدريد في المربع الذهبي، والآن يطمح إلى الفوز بدوري الأبطال للمرة الرابعة بعد أن فاز باللقب مع مانشستر يونايتد الإنكليزي في 2008 وحصد اللقب مع الريال في 2014 و2016.
ولا يعاني الفريقان من إصابات مؤثرة، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان زيدان الذي قضى جزءا من مسيرته الكروية في يوفنتوس، سيدفع بجاريث بيل العائد من الإصابة، أم المتألق إيسكو، في مركز الجناح. وتحظى المباراة النهائية بإجراءات أمنية غير مسبوقة في كارديف، حيث تم نشر قرابة ستة آلاف جندي وضابط في جميع أنحاء الملعب الذي يتسع لـ66 ألف مشجع، وكذلك في شتى أنحاء المدينة، وسيجري غلق سقف الملعب للمرة الأولى في نهائي دوري الأبطال.
وامتلك الفريقان أخيرا خبرة المباريات النهائية، فريال مدريد أحرز اللقب عامي 2014 و2016 على حساب جاره أتلتيكو مدريد، معززا رصيده القياسي مع 11 لقبا، وبفارق 4 ألقاب عن أقرب مطارديه ميلان الإيطالي، فيما خسر يوفنتوس نهائي 2015 أمام برشلونة الإسباني.
موسم محلي جيد
عاش الفريقان موسما محليا جيدا، فتوج يوفنتوس بلقبه الثالث والثلاثين في “سيري أ” والسادس على التوالي بفارق 4 نقاط عن روما، معززا رصيده القياسي بفارق كبير عن مطارده ميلان (18 لقبا)، فيما أحرز ريال لقب الليغا لأول مرة منذ 2012 رافعا رصيده أيضا إلى 33 لقبا، بفارق 9 ألقاب عن وصيفه غريمه التاريخي برشلونة.
ويجمع النهائي بين ريال صاحب أقوى هجوم (32 هدفا بمعدل 2.67 هدفين في المباراة الواحدة)، ويوفنتوس صاحب أقوى دفاع (3 أهداف في 12 مباراة). وتذكر هذه المباراة بنهائي 1998 في أمستردام عندما فاز ريال مدريد بهدف المونتينيغري بريدراغ مياتوفيتش على يوفنتوس الذي كان يضم آنذاك مدرب ريال الحالي الفرنسي زين الدين زيدان. والتقى الفريقان 18 مرة في البطولة القارية الأولى، ففاز كل منهما 8 مرات وتعادلا مرتين، وسجل يوفنتوس 21 هدفا مقابل 18 لريال.
ويخوض ريال النهائي الخامس عشر في المسابقة والـ29 في البطولات الأوروبية، إذ توج بين 1956 و1960 و1966 وفي 1998 و2000 و2002 و2014 و2016، وخسر النهائي في 1962 ضد بنفيكا البرتغالي و1964 ضد إنتر الإيطالي و1981 ضد ليفربول الإنكليزي.
ويبحث يوفنتوس الذي حل وصيفا ست مرات في دوري الأبطال (رقم قياسي) عن وضع حد للنحس الذي لازمه منذ إحرازه لقب 1996، إذ خسر في نهائي 1997 (أمام بوروسيا دورتموند الألماني) و1998 (ريال مدريد)، و2003 (ميلان) و2015 (برشلونة).
وفي حال تتويجه، سيصبح يوفنتوس أول فريق يحرز اللقب دون أي خسارة منذ مانشستر يونايتد الإنكليزي في موسم 2008، إذ فاز 9 مرات وتعادل 3 حتى الآن.
ويستعد البرتغالي كريستيانو رونالدو لخوض نهائي دوري الأبطال للمرة الخامسة، توّج فيها ثلاث مرات أعوام 2008 مع مانشستر يونايد الإنكليزي و2014 و2016 مع ريال مدريد. ويبحث رونالدو (32 عاما) عن إصابة عصفورين بحجر واحد، الأول حسم اللقب القاري للمرة الرابعة في مسيرته، والثاني إبعاد حارس يوفنتوس الإيطالي جانلويجي بوفون (39 عاما) عن حلم إحراز الكرة الذهبية بعد موسمه الرائع مع السيدة العجوز.
ويقف رونالدو، صاحب 40 هدفا في 45 مباراة رسمية هذا الموسم وأول لاعب يصل إلى حاجز المئة هدف في دوري الأبطال (104 راهنا)، على بعد هدف وحيد لمعادلة رقم ميسي في صدارة هدافي نسخة 2017 (11 هدفا).
وبدوره، رأى مدرب يوفنتوس ماسيميليانو أليغري أن “التفاؤل ضروري، ولكنني لا أريد أن أسمع أننا مرشحون. نلعب ضد ريال مدريد الذي فاز بلقبين في دوري أبطال أوروبا في مدى 3 أعوام. هم معتادون على خوض المباريات النهائية. يجب أن نثق بمؤهلاتنا ونتحلى بالثقة، لكن المرشح هو ريال مدريد”.
وتتجه الأنظار إلى زيدان (44 عاما) الذي سيصبح في حال تتويجه أول مدرب منذ الإيطالي أريغو ساكي (ميلان) عامي 1989 و1990 يحتفظ باللقب الأوروبي.
وعن مشاعره كونه يواجه يوفنتوس الذي حمل ألوانه بين 1996 و2001، قال “زيزو” “لعبت خمس سنوات في صفوف يوفنتوس، ولدي أجمل الذكريات، لكن يوفنتوس سيخوض المباراة النهائية ونحن أيضا، لدي جينات ريال مدريد، وهو بمثابة منزلي. وأشعر بذلك منذ وصولي إلى هنا في 2001. وقد بادلني الجميع هنا المشاعر وتفاعلوا معي. ودافعت عن قيم النادي، وعشت معه أحلى الأوقات لاعبا وسأبقى أشجعه كل حياتي”.
وسيقام النهائي وسط إجراءات أمنية مشددة عقب تفجير انتحاري في مانشستر الأسبوع الماضي راح ضحيته 22 شخصا. وذكر الاتحاد الويلزي لكرة القدم “العملية الأمنية التي تستغرق أربعة أيام بين 1 و4 يونيو ستكون الأكبر لحدث رياضي في المملكة المتحدة”.
وكان لافتا السقف القابل للطي في ملعب “برينسيباليتي ستاديوم”، ليكون أول نهائي في دوري الأبطال في ملعب مغلق.
وأضاف الاتحاد الويلزي أن المخاوف الأمنية كانت العامل لخيار إغلاق السقف، رغم عدم وجود أي دليل يهدد إقامة النهائي.