الأسرة والطفل

البدانة تزيد أعراض سن اليأس

كشفت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون أميركيون أن السمنة تزيد أعراض سن اليأس، لدى النساء، مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي. ووفقاً للموقع الطبي الأميركي ميديكال اكسبرس، وجد الباحثون بعد دراسة أكثر من 700 امرأة برازيلية تتراوح أعمارهن بين 45 و60 سنة، أن النساء اللاتي اكتسبن الوزن خلال فترة ما بعد سن اليأس، عانين من عواقب وخيمة للهبات الساخنة، مما أدى إلى توقفهن عن بعض الأنشطة، كما أدى إلى انخفاض كفاءة عملهن.

والهبات الساخنة هي شعور مفاجئ بالدفء ينتشر عبر الجزء العلوي من الجسم والوجه، مع ظهور بقع حمراء على الجلد وسرعة ضربات القلب والعرق. ثم بعد الحرارة، يغمر الجسم شعور مفاجئ بالبرودة.

وأوضح الباحثون أن دهون الجسم هي بمثابة عازل للحرارة، والعزل يجعل توزيع الحرارة أكثر صعوبة. وهو ما يؤدي إلى المزيد من الهبات الساخنة. وأضافوا أن هذه النتائج تعزز أهمية السيطرة على الوزن، عند اقتراب سن اليأس. ويرى الأطباء أن أفضل طرق التخفيف من الأعراض هي ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي خال من الدهون والسعرات الحرارية المرتفعة.

يشير العلماء إلى أن بداية سن اليأس تبدأ رسميا عندما ينقطع الطمث لمدة 12 شهرا. في هذه الأثناء يصعب على النساء خسارة بعض الوزن، لذلك يفضل أن تلتزم النساء بممارسة التمارين قبل حلول سن اليأس بسنوات. جدير بالذكر أن هناك عدة عوامل تلعب دورا هاما في زيادة الوزن عند سن اليأس وتتمثل في الآتي:

الزيادة المفرطة في الوزن بعد سن اليأس ارتبطت بزيادة إفراز الهرمونات التي تساعد على نمو الأورام السرطانية في الثدي

تقلبات الهرمونات: إن ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين وانخفاضه الشديد قد يؤديان إلى تخزين الدهون.

فقدان الكتلة العضلية: يحدث ذلك نظرا إلى التقدم في السن وانخفاض النشاط البدني.

قلة النوم: تعاني النساء من مشاكل في النوم أثناء فترة سن اليأس ويزيد هذا الاضطراب في اكتساب الوزن.

زيادة مقاومة الأنسولين: تزداد مقاومة الأنسولين مع تقدم النساء في السن مما يجعل خسارة الوزن أكثر صعوبة وتتركز الدهون في الوركين والفخذين والبطن. وهذا ما يزيد من متلازمة الأيض وأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني.

ويجلب سن اليأس جملة من الأعراض والعلامات التي يصعب تجاهلها أو تفاديها تماما. ومن بينها: هبات الحرارة وهي العارض الأكثر شيوعا لانقطاع الطمث. تعاني 80 بالمئة من النساء من هبات الحرارة، 30 بالمئة منهن يتجهن إلى التشخيص ويتلقين العلاج. تظهر موجات الحرارة، لدى بعض النساء، في موعد قريب من ظهور الدورة الشهرية (كما كان خلال فترة الخصوبة الأخيرة). وتستمر موجة الحرارة حوالي 2-4 دقائق، يرافقها التعرق وخفقان القلب وأحيانا القشعريرة والشعور بالقلق.

وقد تحدث هبات الحرارة عدة مرات في اليوم وفي ساعات الليل، وفي الحالات الصعبة تحدث كل ساعة. 80 بالمئة من النساء يعانين من هذه الظاهرة لمدة 4-5 سنوات. 10 بالمئة من النساء يعانين من الهبات حتى بعد سن السبعين.

ويعد ظهور هبات الحرارة شائعا في الليل ويؤدي إلى اضطرابات في النوم. ومع ذلك، حتى دون هبات، فإن 32-40 بالمئة من النساء في سن اليأس يشتكين من اضطرابات النوم.

سن اليأس يجلب جملة من الأعراض والعلامات التي يصعب تجاهلها أو تفاديها تماما. ومن بينها: هبات الحرارة وهي العارض الأكثر شيوعا لانقطاع الطمث

ويؤثر انخفاض مستويات هرمون الأستروجين على الغشاء المخاطي الذي يغطي المهبل ومجرى البول، ويجعله رقيقا جدا. وتصاب المرأة، خلال سن اليأس، بالحرقة أثناء التبول وانخفاض الشعور بامتلاء المثانة وانخفاض تدفق البول، وسلس البول وزيادة حدوث التلوثات في المسالك البولية. وتشتكي حوالي 60 بالمئة من النساء من الإصابة بآلام المفاصل وخاصة اللاتي يعانين من الوزن الزائد والاكتئاب.

توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن البدانة تجعل النساء بعد سن اليأس أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بصاحبات الوزن الطبيعي. وأوضح الباحثون بمركز “فريد هوتشيسون” لأبحاث السرطان بمدينة سياتل الأميركية، أن الزيادة المفرطة في الوزن بعد سن اليأس (انقطاع الطمث، من 45 إلى 55 عاما) ارتبطت بزيادة إفراز الهرمونات التي تساعد على نمو الأورام السرطانية في الثدي.

وأضاف الباحثون -في دراستهم التي نشرت في مجلة “الجمعية الطبية الأميركية”- أن السمنة تعد مشكلة صحية عامة ورئيسية في الولايات المتحدة والعالم، وارتبطت بخطر الإصابة بسرطان الثدي في الدراسات الرصدية.

وللوصول إلى نتائج الدراسة استخدم الباحثون بيانات 67 ألفا و142 سيدة، ضمن برنامج بحثي أميركي مدته 15 عاما، يهدف إلى رصد عوامل الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسرطان وهشاشة العظام لدى النساء بعد سن اليأس.

ووجد الباحثون أن 3388 حالة إصابة بسرطان الثدي حدثت بين المشاركات في الدراسة طوال فترة المتابعة، وأن إصابتهن بالسرطان ارتبطت بمعاناتهن من زيادة الوزن والسمنة المفرطة. كما وجدوا أن السمنة بعد سن اليأس ترفع خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 58 بالمئة.

ووفقا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام السرطانية شيوعا بين النساء في جميع أنحاء العالم عامة، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويا.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن فرط الوزن يؤدي إلى آثار صحية وخيمة، تزيد تدريجيا مع تزايد كتلة الجسم، إذ تزيد السمنة مخاطر الأمراض القلبية والسكري وبعض أنواع السرطان.

إغلاق