ثقافة وادب وفنون
قصص قصيرة جدا من وحي الواقع والذاكرة
عمّان – اختصّ الكاتب الفلسطيني الأصل نازك ضمرة بكتابة القصة القصيرة والرواية ولم يبارحهما، وأصدر في هذا المجال ثلاث مجموعات قصصية وثلاث روايات، إلا أنه وأثناء عودته إلى فلسطين مسقط رأسه للمرة الأولى عام 2012، وبعد غياب أكثر من خمسـين عاماً، راودته فكرة كتابة نماذج قصصـية قصـيرة جداً، وهو فن راج في العقدين الأخيرين.
في مجموعته القصصية الأخيرة “محطات حب”، يتجه نازك ضمرة إلى فن القصة القصيرة جدا، متناولا قضايا اجتماعية وذاتية تشمل الحب والمرأة والأسـرة والأرض، وهموم الإنسان بشكل عام.
وتتخذ قصص المجموعة، وعددها مئة قصة وقصة، شكل حكايات عايشها الكاتب بنفسه، أو التقطها من مشاهداته في الأماكن التي زارها أو أقام بها، على تنوعها وثرائها، ومنها ما جاء على ألسنة أصدقائه، بحيث تبدو مفعمة بالواقعية، رغم صياغتها بلغة تصويرية وعبارات مكثفة مفتوحة على التأويل.
في هذا الكتاب، الصادر مؤخرا عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان، يغرف الكاتب نازك ضمرة من ذكرياته وتجاربه الشخصية، كما يتعايش مع التحولات الاجتماعية والسياسية التي أثّرت على فلسطين والأردن بصفة خاصة، والساحة العربية بوجه عام، ومن الحكايات الواقعية بتفاصيلها وشخوصها، نذكر حكاية “رحل ليقنع شخصا آخر”. وقد حظيت عمّان بكل تفاصيلها وأناسها باهتمام خاص في كتابات ضمرة، فكتب عن عمّان العرب والاحتواء، عمّان البوتقة التي تخلط الناس وتمزجهم وتُحببهم بمؤهلاتها كمدينة أردنية عربية تاريخية أثرية ومعاصرة، بجبالها ووديانها وشوارعها، وحتى
أزقتها ومطاعمها التراثية، ففي قصته الكوميدية “رجعت وحدي للسيارة” يقدم مشهدا حيّا من حياة المدينة.
يُذكر أن الكاتب نازك ضمرة من مواليد سنة 1937، في قرية بيت سيرا – محافظة رام الله. درس إدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية، وعاش وعمل فترة في عمّان، والسعودية، قبل أن ينتقل للإقامة في أميركا. كتب القصة القصيرة، والرواية، وقصص الأطفال.
له عدد من المؤلفات نذكر منها المجموعات القصصية “لوحة وجدار” 1994، و”شمس في المقهى” 1996، و”المشلول والجرف” 2009 ، و”زمارة في سفارة” 2010. كما كتب العديد من الروايات منها “الجـرّة” 1997، و”غيوم” 1999، و”ظلال باهتة” 2006.