مال واقتصاد
توقعات بانتعاش قطاع الألبسة بعد تسلم الموظفين رواتبهم
يعول تجار على زيادة اقبال المواطنين على شراء احتياجاتهم من الألبسة وأن يدب النشاط في الأسواق التجارية، بعد تسلم الموظفين، الذي يشكلون الشريحة الأوسع في المجتمع، رواتبهم منتصف الأسبوع المقبل.
ومع دخول شهر رمضان المبارك ثلثه الأخير واقتراب حلول عيد الفطر السعيد، ما زالت الحركة التجارية ضعيفة، بسبب انفاق معظم موازنات الأسر على شراء المواد الغذائية والرمضانية.
اسعار الملابس وتضارب وجهات النظر حولها وفيما يؤكد بعض التجار أن أسعار الملابس مناسبة في السوق الأردنية يقول مواطنون أن أسعار الملابس وبخاصة ملابس الاطفال تشهد ارتفاعا ملحوظا العام الحالي. والتقت وكالة الانباء الاردنية خلال جولة ميدانية في أسواق الملابس في وسط العاصمة وجبل الحسين وشارع وصفي التل، عددا من التجار والمواطنين الزائرين لهذه الاسواق للتحضير لاستقبال عيد الفطر السعيد .
واعتبر مالك أحد متاجر الألبسة في شارع وصفي التل وليد الهاشم أن أسعار الملابس مناسبة في السوق الأردني، حيث بإمكان المواطن اختيار ما يريده بحسب امكاناته، مؤكدا أنه لم يطرأ ارتفاع على الأسعار مقارنة مع أسعار الموسم الماضي.
وتوقع أن يشهد السوق انتعاشا خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وخصوصا مع تسلم الموظفين رواتبهم.
ويشير مالك مشغل للأحذية في منطقة رأس العين كمال أبو هيكل الى أن الاقبال على شراء الأحذية ما زال ضعيفا، حيث يركز المواطنون عادة على شراء المواد التموينية في شهر رمضان الفضيل، متوقعا أن تتحسن الحركة التجارية خلال الأسبوع المقبل.
ويبين أبو هيكل أنه تم الاستعداد للموسم مبكرا، واستخدام قوالب حديثة لتجهيز أحذية متنوعة تراعي كل الأذواق والامكانات، مشيرا الى توسعه في استخدام الاعلان الالكتروني المرفق بصور البضاعة للوصول الى أكبر شريحة من المستهلكين وخصوصا الشباب منهم.
وتشير الأم لثلاثة أطفال سناء عبد المنعم الى أن أسعار ملابس الاطفال العام الحالي تشهد ارتفاعا ملحوظا، متسائلة ‘ لا نعرف من المسؤول عن هذا الارتفاع، أهو التاجر، الذي يلقي باللائمة على الرسوم الاضافية المفروضة على الملابس، والتي ساهمت في زيادة أسعارها’ .
وطالبت عبد المنعم الحكومة بمراقبة التجار، وخصوصا في هذه الايام التي يتعرض فيها المواطن لاستغلال بعض التجار.
واتفقت فاطمة الحمد مع ما ذهبت اليه سناء بان الاسواق تشهد ارتفاعا كبيرا في اسعار الملابس، وخصوصا ملابس الاطفال، الامر الذي يدفع الاسر الى البحث عن ملابس لأطفالهم في المناطق الشعبية، بسبب الارتفاع الكبير في بعض المناطق، مبينة ان الاسعار في بعض المراكز التجارية والمولات ربما تكون اقل من بعض المحلات، مشيرة الى أنها توصلت لهذه القناعة بعد زيارات متكررة للعديد من المولات والأسواق.
أما يوسف محمود وهو أب لأربعة اطفال، كان يبحث برفقة زوجته عن ملابس لكسوة أطفاله في منطقة وسط البلد، فيوضح ان رب الاسرة يجد نفسه مجبرا لشراء الملابس لأطفاله لإدخال الفرح والسرور لقلوبهم، ‘لكن بكل أسف نجد أن بعض التجار يصر ان يعبث بهذه الفرحة وينغص علينا من خلال رفع الأسعار الملابس، ما يدفع الأب الى الاستدانة لتوفير مستلزمات أطفاله’. ويقول الموظف تيسير عبد الرحيم البلاونه :’ اعتدت أن اقوم بشراء ملابس العيد لأطفالي الخمسة قبل بداية شهر رمضان، حيث أتمكن من الاختيار والشراء براحة تامة ودون عناء، وأتلافى بذلك أزمة العيد، كما ان بعض التجار يرفعون اسعار الملابس في الأيام الأخيرة من رمضان مستغلين حاجة الأسر .
من جهته، يؤكد حازم عبد الفتاح صاحب محل ملابس في جبل عمان أسعار الملابس العام الحالي قريبة من مثيلتها في العام الماضي، مشيرا الى أنه لا يجد مبررا لمن يقول ان اسعار العام الحالي تشهد ارتفاعا حادا، بل بالعكس تماما، فان العديد من التجار يقوم بطرح عروض وتخفيضات لتشجيع الاسر على الشراء من خلال ‘اشتري قطعة والثانية مجانا’ على سبيل المثال، أو اجرا ء تخفيضات تصل الى 50 بالمائة لبعض الملابس.
وبين ان العديد من التجار يلجأون بهامش بسيط من الربح أو يبيعون بعض الملابس بدون ربح من ا جل توفير السيولة بين ايديهم للايفاء بالمتطلبات المفروضة عليهم من اجرة المحلات والكلف التشغيلية الاخرى، اضافة الى التزاماتهم الشخصية تجاه أسرهم.
ويقول ممثل قطاع الألبسة في غرفة تجارة الأردن أسعد قواسمي أن عيد الفطر من أهم المواسم التي يعتمد عليها تجار الالبسة والاحذية وغيرهم لعرض بضائعهم وتغطية التزاماتهم وتسديد ديونهم، خصوصا في هذا العام الذي شهد ركودا وكسادا في الحركة التجارية.
ويضيف :’ تشهد هذه الأيام بداية الطلب على الالبسة والاحذية ويشتد الطلب في آخر ثلاثه ايام، وذلك لحاجه الأسر لملابس العيد بعد الخروج من سلم الاولويات وهو المأكل، وقام تجار القطاع بالتحضير لهذا الموسم بجلب البضائع من عدة دول وأكثرها من الصين واوروبا وتركيا، التي أصبحت تأخذ حيّزا واسعا من حجم السوق’. وحول تقييمه للأسعار، يقول القواسمي ان التاجر عمل على ابقاء الأسعار كما كانت عليه في العام الماضي، رغم رفع الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات وتحمل التاجر فروق هذه الارتفاعات، وذلك للخروج من حاله الكساد والمساهمة في زيادة القوة الشرائية من خلال التنزيلات والعروض.
وناشد القواسمي الجهات المعنية، وخصوصا الجمارك وضريبة المبيعات، تأجيل الزيارات الميدانية في عمليه الرقابة والتفتيش لبعد الشهر الكريم والتسهيل على التاجر، بما ينعكس ايجابا على المواطن، داعيا المواطنين للقيام بعملية التسوق مبكرا وعدم تأخيرها لآخر يوم، لكي يتمكنوا من مشاهدة السلع والتعرف على أسعارها في عدة أماكن واختيار الأنسب منها، كما ان التاجر يكون مرتاحا وليس مضغوطا ما يساعد في عملية التفاوض والحصول على سلعة مميزة بسعر مناسب.
بترا