ما هي خياراتك بعدما تستهلك إحدى علب الطعام المحفوظ المعدنية؟ على الأرجح سيكون مصيرها سلة المهملات، بالرغم من أن هذا السلوك لا يختلف كثيرًا عن إلقاء النقود مباشرة إلى السلة نفسها! فكّر قليلًا في الأمر وستتوصل لاكتشاف مدهش: تلك العلب التي تحوي طعامك المحفوظ أو حساءك المفضل ليست مجانية على الإطلاق، وفي الواقع قد تبلغ تكلفتها ربع القيمة أو أكثر من السعر النهائي للسلعة! وفي النهاية تلقي بها في القمامة ليلتقطها فيما بعد من يقدر قيمتها حقًا!
في بريطانيا وحدها، تتم استهلاك نحو 628 مليون علبة من الفاصوليا المطبوخة كل سنة، بينما يبلغ الاستهلاك السنوي لحساء “كامبل Campbell” نحو ملياري علبة حول العالم! هل تتخيلون حجم الأرباح الناتجة عن صناعة إعادة التدوير لهذه العلب المعدنية؟!
لا… للأسف لا ندعوك للبدء في مشروعك الخاص بإعادة التدوير، وإن كانت تلك فكرة جيدة للغاية كما رأيت. بدلًا من هذا ندعوك لمطالعة تجربة ياسين الحمدوني مع علب المورتديلا الفارغة!
هذه ليست المرة الأولى التي نلتقي بها ياسين، والأجمل أننا نلقاه مرة أخرى بفكرة جديدة للانتقال بمفهوم إعادة التدوير إلى مستوى فني يمكننا جميعًا تنفيذه! يعمل ياسين بالتجارة في مدينة تطوان شمال المغرب، ويهوى التصوير الفوتوغرافي والديكور، وقد التقيناه من قبل عندما استعرضنا تجربته لاستغلال إطارات السيارات المستهكلة لتصبح جزءً من ديكور المنزل بشكل إبداعي رائع.
هذه المرة يشاركنا ياسين تجربته الجديدة لتحويل علب المورتديلا الأسطوانية الطويلة إلى مزهريات بديعة تحوي زهورًا ونباتات ظل متسلقة لتزيين حديقتك ومنزلك! والأجمل أنه لا يفعل هذا وحيدًا، بعدما شاركته أميراته الصغيرات ندى، تسع سنوات، وسلمى، خمس سنوات، شغفه بالابتكار والفنون!
على بساطة المكونات التي يستخدمها ياسين من علب فارغة وخيط للتلفيف وصبغة مائية للتلوين، فالمنتج النهائي يبدو احترافيًا يمكنك التقاطه من أرفف أحد المتاجر وشرائه. إلى جانب أن الهدف من الفكرة كما يقول ياسين هو الحد من التلوت وتعليم الأطفال إعادة تدوير واستغلال أي شيء مستعمل قد يصادفونه.
مبادرة ياسين رائعة ومستمرة كما نرى، وتستحق الدعم والاهتمام في عالمنا العربي لإعادة استخدام أشياء مهملة لا تبدو ذات قيمة للكثيرين، لكنها بلمسة فنان مبدع تتحول إلى أعمال فنية تلفت الأنظار.