حصد الأردن أربع جوائز ضمن جائزة التميز الحكومي العربي في دورتها الأولى، والتي نظمتها حكومة دولة الإمارات العربية الشقيقة، بالتعاون مع جامعة الدول العربية ممثلة في المنظمة العربية للتنمية الإدارية بهدف الإسهام في التطوير الإداري والتميز المؤسسي الحكومي، وتحفيز الفكر القيادي، والاحتفاء بالتجارب الإدارية والحكومية الناجحة في الوطن العربي.
جاء الإعلان عن الفائزين في حفل افتراضي شارك فيه عدد من الوزراء والمسؤولين وممثلين من الحكومات العربية، وبحضور محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي رئيس مجلس أمناء جائزة التميز الحكومي العربي، وأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأعضاء مجلس أمناء الجائزة، حيث شهد الحفل تكريم عدد من النماذج العربية الريادية ضمن 15 فئة موزعة على فئتين رئيسيتين هما الأفراد والمؤسسات على مستوى الوطن العربي، وبعد أن خضعت كافة الترشيحات لآلية تقييم منهجية، من خلال نظام إلكتروني ذكي، وعلى يد لجنة تحكيم متخصصة ووفق معايير عالمية رفيعة.
وتعد جائزة التميز الحكومي العربي الجائزة الأولى والأكبر من نوعها عربياً في مجال التطوير الإداري والتميز المؤسسي الحكومي، وتحفيز الفكر القيادي، والاحتفاء بالتجارب والمشاريع الإدارية والحكومية الناجحة في الوطن العربي، وتكريم المتميزين من موظفي الحكومات العربية.
وحصدت المملكة الأردنية الهاشمية 4 جوائز مختلقة ضمن الجائزة، وهي جائزة أفضل موظف حكومي عربي، والتي فاز بها العقيد الطبيب صلاح الدين إبراهيم الطرابشة، استشاري جراحة القلب، وجائزة أفضل موظفة حكومية عربية، والتي حصدتها منى محمد سلمان مشعل، وجائزة أفضل مشروع حكومي عربي لتنمية المجتمع، والتي فاز بها مشروع الدعم التكميلي “تكافل”، بالإضافة إلى أفضل مبادرة / تجربة تطويرية حكومية، والتي ذهبت لخدمة “الترخيص المتنقل”.
وتعكس الجوائز التي حصدتها الأردن ضمن فئات جائزة التميز الحكومي العربي المختلفة الجهود التي تبذلها المملكة لتطوير منظومة التميز والعمل الحكومي، وتطبيق أفضل الممارسات لنشر مفاهيم الجودة والتميّز ورفع مستوى ريادة الجهات الحكومية.
القرقاوي: تعزيز جاهزية منظوماتنا الحكومية والارتقاء بمستوى خدماتها بما يواكب متطلبات المرحلة المقبلة
أكد محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي رئيس مجلس أمناء جائزة التميز الحكومي العربي خلال كلمته في الحفل “جائزة التميز الحكومي العربي تتطلع إلى أن تكون منصةً تفاعليةً لتبادل الممارسات والخبرات واستعراض قصص النجاح الملهمة، فردياً ومؤسسياً، عبر خريطة الوطن العربي، وتوحيد الجهود والأفكار لإحداث نقلة شاملة في العمل الحكومي من خلال استنساخ أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال”.
وأشار القرقاوي “أن الجائزة في دورتها الأولى استقبلت مئات التجارب التي تستحق مشاركتها والاحتفاء بها، والتي يثبت أصحابها أن لدينا مخزوناً من العقول والجهود العربية التي تستطيع أن تحقق المستحيل مادامت هناك إرادة وحُسن إدارة”.
وأضاف: “في ظل الأوضاع التي يفرض فيها وباء كوفيد-19 قواعد وشروط عمل جديدة في العالم، فإنّ جائزة التميز الحكومي العربي لم تكن لتأتيَ في وقت أفضل.. فأهداف الجائزة وآفاقها تترجم الرؤية التي انطلقت منها في الأساس؛ وهي إعادة تصميم حكومات المستقبل في الوطن العربي، بحيث تعمل على استحداث آليات عمل حديثة وتطوير أدوات وحلول مبتكرة للتصدي للتحديات المستجدة” مضيفاً “هذه الرؤية تشكل امتداداً لرؤية راعي الجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أحدث تغييراً جذرياً في مفهوم العمل الحكومي، وعمد إلى كسر الأطر التقليدية المعمول بها بحثاً عن الأفضل والأسرع الأكفأ ومذكراً فريقه على الدوام: المستقبل لا ينتظر أحداً”.
واختتم القرقاوي كلمته بقوله “يتعين علينا كموظفين ومسؤولين حكوميين حشد كافة الموارد والإمكانات والطاقات البشرية لابتكار منظومات عمل جديدة، وأن نتحلى بالشجاعة لهدم الأطر القديمة إن اقتضى الأمر وإعادة بنائها من الصفر، كما يجب تعزيز جاهزية منظوماتنا الحكومية والارتقاء بمستوى خدماتها بما يواكب متطلبات المرحلة المقبلة ويلبي تطلعات مجتمعاتها، ويضعها في مكانة بارزة على خريطة التنافسية العالمية وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: الحكومات التي لا تبتكر تشيخ وتهرم وتخرج من السباق ومن السياق”.
أبو الغيط: الجائزة منصة لتبادل أفضل الممارسات والتجارب الحكومية العربية
وأكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمته ضمن فعاليات الحفل أن “جائزة التميز الحكومي العربي تستهدف كافة الجهات الحكومية، والقيادات والموظفين الحكوميين في الدول العربية، ولأنها جائزة متخصصة بالتميز الحكومي العربي، وتهدف إلى نشر ثقافة الجودة والتميز في المؤسسات الحكومية العربية بما يعزز ممارسات الحوكمة الرشيدة والتوظيف الأمثل للموارد، وخلق فكر قيادي إيجابي لتبني مفهوم التميز، وتركز على تحسين الأداء والتطوير المستمر في الأجهزة الحكومية العربية، ولأنها بمثابة منصة لتبادل أفضل الممارسات والتجارب الحكومية العربية”.
كما قال أبو الغيط “نشيد بالجهود الحكومية المتميزة في الدول العربية، وبالقيادات الحكومية التي تعمل على تبني ثقافة التميز بما يحقق أداء أفضل لمؤسساتنا العربية، وأدعو كافة المؤسسات الحكومية العربية إلى الاطلاع على المبادرات والمشروعات الرائدة، والعمل على نقل وتبادل أفضل التجارب والممارسات بين الدول العربية”.
أفضل موظف حكومي عربي
وتفصيلاً حصد العقيد الطبيب صلاح الدين إبراهيم الطرابشة جائزة أفضل موظف حكومي عربي، وذلك نظير إنجازاته وإسهاماته في تطوير منظومة العمل الحكومي وتحقيق التميز، وفاز بجائزة كلية الجراحين الأمريكية عام 2019 كأول جراح أردني، وفاز بجائزة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لتميز الأداء الحكومي والشفافية – الموظف الحكومي المتميز فئة الموظف الإداري/ الفني المتميز (2016- 2017).
ويتم الرجوع لأبحاث العقيد الطبيب صلاح كمرجع في 6 توصيات دولية، وتستخدم دراساته في علاج المرضى وإجراء العمليات. كما أن له أعمال تطوعية كثيرة منها التوعية عبر الإذاعة والتلفزيون، وإلقاء المحاضرات، وتأهيل الأطباء وتدريبهم، بالإضافة إلى إسهاماته في تقييم تعيينات الأطباء في المستشفيات الأجنبية.
العقيد الطبيب صلاح الدين إبراهيم الطرابشة عضو تحرير في 21 مجلة علمية، ونشر 62 بحثاً علمياً، وهو محكم معتمد ل 12 مجلة علمية.
أفضل موظفة حكومية عربية
حصدت منى محمد سلمان مشعل جائزة أفضل موظفة حكومية عربية. حيث تعمل منى كباحث رئيس ومستشار لشؤون وقاية النبات في المركز الوطني للبحوث الزراعية، وأعدت 29 مشروعاً بحثياً تطبيقياً لإيجاد حلول لمشاكل زراعية وقائية تواجه القطاع الزراعي، وساهمت في تخفيض مستوى استخدام المبيدات إلى 70% على الحمضيات، مما أدى إلى توفير مادي كبير في هذا الجانب. وتشارك في وضع الاستراتيجيات والتعليمات الفنية التي تخص القطاع الزراعي في الأردن.
تعد منى مشعل أول من أسس علم آفات النخيل، واستطاعت تسجيل 27 آفة حشرية و15 مرضاً يصيب النخيل في الأردن، وهي أول من سجل آفة الرمان في الأردن ووضعت حلول لها.
حصلت على العديد من جوائز البحث والباحث المتميز من المركز الوطني 1996 و 1998 و 2002 و 2003 و 2004 و 2005 و 2008، ونالت جائزة الموظف المثالي وجائزة الأسرة المثالية 2008 على مستوى الدول العربية من مهرجان دبي للتسوق.
أفضل مشروع حكومي عربي لتنمية المجتمع
ومن الأردن أيضاً حصد مشروع الدعم التكميلي “تكافل” جائزة أفضل مشروع حكومي عربي لتنمية المجتمع، حيث يعد مشروع الدعم التكميلي “تكافل” من أضخم البرامج الوطنية للحماية الاجتماعية الهادفة إلى توسيع نطاق الحماية الاجتماعية وخفض مستويات الفقر والبطالة على المستوى الوطني، ويبلغ عدد الأسر المستفيدة من المشروع 25,000، كما يقوم الصندوق بزيادة تغطية المواطنين بالتأمين الصحي بكافة أنواعه من 68% إلى 80%. ووصل عدد الأسر المسجلة في مشروع الدعم أكثر من 300 ألف بنهاية عام 2019.
أفضل مبادرة / تجربة تطويرية حكومية
كما فازت خدمة “الترخيص المتنقل” بأفضل مبادرة / تجربة تطويرية حكومية ضمن الجائزة، حيث قامت إدارة ترخيص السواقين والمركبات بمديرية الأمن العام في الأردن بتطبيق تجربة حكومية متميزة “الترخيص المتنقل” لتوفير الوقت والجهد للمتعاملين في عام 2019 وبمشاركة واسعة من الشركاء الاستراتيجيين، لمعالجة أكثر من 220 ألف مركبة منتهية في المناطق النائية، وذلك لصعوبة وصولها إلى مراكز الترخيص.
وتشمل محطة الترخيص المتنقل على تقديم العديد من الخدمات مثل: تجديد ترخيص مركبة، تجديد رخصة سواقة، نقل ورهن ملكية مركبة.
جائزة التميز الحكومي العربي
وقد أُطلِقت جائزةُ التميز الحكومي العربي، في شهر مايو 2019، بالتعاون بين المنظمة العربية للتنمية الإدارية في جامعة الدول العربية وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف إحداثِ حراكٍ عربيٍّ في العمل الإداري، وتعزيزِ ثقافة التميز المؤسسي في مختلف قطاعات العمل الحكومي، عبر تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وخلق فكر قيادي إيجابي لتبني التميز في الجهات الحكومية العربية، إلى جانب التركيز على تحسين الأداء العام والتطوير المستمر في الأجهزة الحكومية العربية، وإبراز وتقدير والاحتفاء بالجهود الحكومية المتميزة في الدول العربية.
تلقت الجائزة أكثرَ من 5000 مشاركة عربية، وما يزيد عن 1500 طلب ترشيح، تحمل جميعها قصص نجاح وأمثلة ملهمة لنماذج عربية استطاعت أن تقدم فكراً مبتكراً لتطوير العمل الحكومي في العديد من البلدان العربية بشكل يعكس إمكانات وطاقات مبدعة يجب العناية بها وتحفيزها على المزيد من الابتكار.
المصدر: رؤيا الإخبارى