سياسة

منصب رفيع ينتظر “عوض الله” بدعم من “بن سلمان”

تتصاعد نسبة تداول اسم الدكتور باسم عوض الله كثيرا في مجالس “النميمة السياسية” في الأردن، على اعتبار ان الرجل اليوم صاحب أعلى الحظوظ في استلام “منصب رفيع″ سيدعمه فيه قربه من ولي العهد السعودي الجديد الامير الشاب محمد بن سلمان.

الدكتور عوض الله شخصيا اختفى مجددا عن العيون وبصورة واضحة منذ ما عرف بالقمة الاردنية- السعودية التي عقدها عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني مع نظيره السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الأمر الذي تم تفسيره منذ ذلك الوقت على انه نتيجة حتمية لخيبة الامل اللاحقة للقمة.

اذ وضع كثر من الاقتصاديين آمالهم على القمة المذكورة في المساهمة في منحة سعودية للاردن وهو ما لم يحصل.

في ذلك الوقت، أكدت عدة روايات ان الدكتور عوض الله تحمّل لوماً بسبب “عدم نجاح الزيارة” وعدم تأديتها للغرض الاقتصادي منها بالنسبة للاردن الذي بالغ في الاحتفاء بالملك السعودي، وهو ما غدا مبررا منطقيا لغياب الدكتور عوض الله ذو الشخصية الجدلية اردنياً عن الساحة، وما برر عدم تواجد اسمه بين الحضور مع الملك عبد الله في القمة الاسلامية اللاحقة في الرياض، كما عدم وجوده ضمن الوفد المرافق لعاهل الاردن في العمرة التي اداها الملك في اول ايام شهر رمضان.

كل ما سبق تعامل معه الاردنيون على انه “تنحية” هادئة لشخصية من وزن الدكتور عوض الله، والذي يعدّ من المقربين لعاهل الاردن شخصيا عن منصبه الاخير كـ “مبعوث ملكي للمملكة السعودية” منذ تولي الملك سلمان للحكم في الرياض؛ الامر الذي أعاد فتحه تسليم ولاية العهد للامير محمد بن سلمان.

يعلم الجميع ان الدكتور عوض الله قريب بصورة جيدة من جناح الملك سلمان وابنائه وان الامير محمد بن سلمان الذي يغدو اليوم صاحب اليد الطولى في الحكم تربطه علاقة جيدة بالدكتور عوض الله، عبّرت عن نفسها بمجلس التعاون الاردني السعودي الذي رأى قانونه النور بينما لم تره مشاريعه حتى اللحظة.

المجلس المذكور وبصورته الاخيرة شكّل بوضوح النتاج الفكري الحتمي لتوافق بين الامير محمد بن سلمان والدكتور عوض الله الذين يدعمان بقوة فكرة الاستثمار كبديل انجح عن المساعدات، اذ ينظر عوض الله تحديدا للقضية من جانب تنمية الاقتصاد المحلي في الاردن، بينما تنظر السعودية اصلا ومنذ استلام الملك سلمان للحكم فيها للاردن على انه اولوية متأخرة في سياق المساعدات.

رغم ذلك، لا يزال المجلس المشترك ومنذ نحو عامين وحتى اللحظة دون فعاليات تذكر، كما لم يرى الاردنيون منه اية وظائف أو استثمارات من تلك التي وعد بها الجانبان، وهو ما أثّر سلبا بكل الاحوال على الدعم الاردني الشعبي بالنسبة لاتخاذ موقف ضد قطر في الازمة الخليجية الاخيرة لحساب السعودية، التي لا يزال الاردنيون يشعرون بتخليها عنهم.

بكل الاحوال، الحديث عن الدكتور عوض الله ودوره المنتظر في الاردن لا يزال “حديث مجالس نميمة سياسية” ولم يزد عن ذلك، خصوصا مع استمرار اختفائه عن الشاشات والمجالس والاحداث حتى التي تتعلق بالمملكة العربية السعودية؛ الا ان ذلك لا يعني ان الاردن لن يكمل الاستثمار بشخص عوض الله وصلته بالامير محمد ووالده الملك سلمان “إن اقتضت الحاجة”.

إغلاق