تقاريرسلايد 1

ندوة تنافش التعليم في الأردن تؤكد انعدام العلاقة بين التربية والجامعات

هدفت الندوة المتخصصة بعنوان “التعليم في الاردن : نظرة مستقبلية” ، الى استشراف مستقبل التعليم العام والعالي في الاردن والفكر التربوي في ظل التطورات المعاصرة والاهتمام العالمي والاردني بشكل خاص بالتعليم وضرورة الارتقاء به وما يعترض ذلك من تحديات على المستوى الوطني.

وناقش اكاديميون خلال الندوة، التي نظمتها الجمعية الاردنية للعلوم التربوية وجمعية الاكاديميين الاردنيين برعاية رئيس الوزراء الاسبق عبد السلام المجالي اليوم السبت، عددا من اوراق العمل حول الفكر التربوي في الاردن، وامتحان الثانوية العامة في الاردن: نظرة مستقبلية، والاشراف التربوي في الاردن واقعه ومستقبله.

كما ناقشت الندوة، التي شارك فيها اكاديميون من مختلف الجامعات الاردنية، موضوعات تتعلق بالمناهج في الاردن واقعها وسبل تطورها، والمعلم في الاردن ما بين الواقع والتطلعات، بالاضافة الى الادارة التربوية المستقبلية ودورها في العملية التربوية.

وفي كلمة الافتتاح، اشار الدكتور المجالي الى ما اعتبره تباطؤ في عملية الاصلاح التربوي، مؤكدا اهمية التركيز على موضوع التربية والاخلاق والابتعاد عن قضايا الكراهية للاخر سواء الدينية والعرقية والعائلية في العملية التعليمية باعتبارها قضية مجتمعية وتهم كل شرائح المجتمع كافة.

وقال الدكتور المجالي ان الجميع مسؤول عن عملية التغيير في قضايا التعليم العام والعالي، مؤكدا اهمية التركيز على القدوة في العملية التربوية والتعليمية التي باتت شبه غائبة عن واقعنا التربوية والتعليمي.

من جانبه اكد رئيس الجمعية الاردنية للعلوم التربوية الوزير الاسبق، الدكتور راتب السعود، اهمية التربية والتعليم والعلم باعتباره اداة للارتقاء بالمجتمعات، ما يدعو للاهتمام بالتشريعات والقوانين التي من شأنها تطوير التعليم في الاردن وتعزيز تنافسيته العربية والاقليمية، مشيرا الى اهمية التعليم باعتباره اساسا لبناء المجتمعات المعاصرة وتطورها وانطلاقها بثقة نحو المستقبل .

وقال ان الاهتمام بالتعليم في الاردن لم يكن اولوية وكان موسميا على مر السنوات، غير انه الان يحظى باهتمام كبير وعلى اعلى المستويات ويلقى دعما كبيرا من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، مشيرا في هذا الاطار الى المبادرات الملكية التي تستهدف تطوير التعليم في الاردن والارتقاء به، واهمية ان يكون هناك استراتيجية وطنية واضحة المعالم للاهتمام بالتعليم في الاردن وتطويره.

من جانبه، بين رئيس جمعية الاكاديميين الأردنيين، التي تاسست عام ٢٠٠٩ الوزير الاسبق الدكتور خالد العمري، حرص الجمعية التي تضم نخبة من الاكاديمين من الجامعات الاردنية المختلفة، على الارتقاء بقطاع التعليم في الاردن وبخاصة التعليم العالي.

واشار الدكتور العمري الى الارتباط الوثيق ما بين التعليم العام والتعليم العالي في الاردن، مبينا ان هذه الندوة تأتي في اطار الاهتمام المشترك للجمعيتين للحبث في القضايا الاساسية للارتقاء بالشأن التربوي الاردني في ظل ما يشهده الاردن من حراك متسارع نحو اصلاح التعليم .

وقال ان الاصلاح في التعليم سواء العالي او العام يواجه العديد من الاشكالات والقضايا المتشعبة، في ظل غياب التنسيق ما بين الجهات المعنية وما يشوب هذه العملية من ضبابية في بعض الاحيان وكثرة النظريات المتخصصة وغير المتخصصة في هذا المجال.

وفي ورقته حول الفكر التربوي في الاردن: نظرة الى الامام، اشار الدكتور ابراهيم بدران الى ما نشهده في هذا الجانب من سرعة في تراكم المعرفة وقدوم المستقبل والتسارع في تطور جميع انواع العلوم والمعرفة، ما يشكل تحديا كبيرا لدينا في الاردن لتلبية متطلبات هذا التطور، مؤكدا على اهمية الموائمة ما بين التقدم والتطور في العملية التربوية والتقدم الاقتصادي.

وعرض المتخصص في القياس التربوي الدكتور يوسف سوالمة لامتحان الثانوية العامة في الاردن منذ نشاته واهدافه والنظرة المستقبلية لتطويره واهمية الحفاظ عليه، مشيرا الى بعض المقترحات الحديثة لتطوير الامتحان وبما يتوائم مع متطلبات الحصول على شهادة الثانوية العامة والقبول الجامعي.

كما عرضت الدكتورة خولة ابو الهيجاء من وزارة التربية والتعليم، لواقع الاشراف التربوي في الاردن، والجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم للارتقاء بقطاع الاشراف لاهميته في تحسين العملية التربوية ومخرجاتها وتحسين اداء المعلمين، من خلال تفعيل الدور الجديد للإشراف من ناحية المشرف العام والمشرف المختص، وان يسند تقييم المعلم إلى مجلس المدرسة والمدير، وان يقتصر عمل المشرف على دعم المعلم ومساندته.

وفي الجلسة الثانية للندوة، عرض الدكتور سليمان القادري في ورقة عمل لواقع المناهج في الاردن وسبل تطويرها، فيما تناولت ورقة عمل للدكتورة صباح النوايسة دور المعلم ما بين الواقع والتطلعات، وسبل تطوير أداء المعلم وتأهيله.

كما عرض الدكتور محمد ابو غزلة لموضوع الادارة التربوية المستقبلية ودورها في تطوير العملية التربوية.

واجمع المنتدون على اهمية الاعتراف بالمشكلات والتحديات وحجمها والوقوف عليها، لوضع الحلول الملائمة لها، مؤكدين وجود ازمة في القيادة التربوية.

كما أشار المتحدثون إلى غياب المنهجية والمؤسسية في اختيار كوادر تأليف المناهج والأشراف عليها، داعين إلى اهمية اختيار الانسب في تأليف المناهج بعيدا عن اي اعتبارات أخرى، في وقت اكدوا فيه انعدام العلاقة ما بين وزارة التربية والتعليم وكليات التربية في الجامعات الأردنية المختلفة.

إغلاق