تقارير

جرادات تكتب: سكان العبدلية الجديدة

“العبدلية”… اسم منطقة ليست خارج الأردن ، بل هي حسب التخمينات الشعبية المستندة إلى تسريبات من مصادرمتعددة ، رجحت أنه الاسم المرتقب الذي سيطلق على المدينة الأكثر جدلا من حيث الإعلان عن تسميتها، أو الإفصاح عن مكانها ، اللذين ما زالا موضع تخمين ، منذ أن تم الكشف عن المشروع الذي ما زال مجهول المعالم، والتفاصيل والملامح، فكانت الانطلاقة الأولى له هي ” العاصمة الجديدة ” ، التي تحولت إلى ” عمان الجديدة “، إلى أن انتهى بها المطاف إلى ” المدينة الجديدة “.

بعيدا عن مكان المدينة الذي ما زال مجهولا ، والمختلف على عدد الاشخاص المطلعين عليه، إلا أن التأكيد جاء بأنها ستقام خارج العاصمة (عمان) على أراضي خزينة الدولة، وستكون محاطة لمسافات كبيرة بأراضي الخزينة أيضا ، والغايات المرجوة منها هي التحفيز الاقتصادي ، واستقطاب استثمارات القطاع الخاص ، من خلال تأسيس مجمعات سكنية جديدة تعتمد على الطاقة المتجددة ، وذات تخطيط عمراني مميز يعالج جميع سلبيات العاصمة الحالية ، ليخفيف الضغط عنها، والتي من الواضح أنها شاخت – بحسب وجهة النظر الحكومية – وأصبحت عمليات التطوير لا تناسبها ، ولا تجدي نفعا في عمليات تجميلها، وحان الوقت لتوليد أخرى جديدة، تحمل صفات سلبت من شقيقتها القديمة لضعف التخطيط المسبق لها.

قبل أن نتحدث عن سبب إطلاق اسم ” العبدلية” على مشروع ” المدينة الجديدة ” ، الذي لن تتكلف حكومتنا الرشيدة المثقلة بالمديونية بدفع ” تعريفة ” من قيمة التكلفة المترتبة على إنشائها ، علينا أن نعود إلى سبب تسمية منطقة ” العبدلي ” الحالية ، وهي إحدى مناطق أمانة عمان الكبرى، ومركز لواء قصبة عمان التابع لمحافظة العاصمة ، بهذا الاسم ، والذي يعود لأهمية الموقع جغرافياً ، حيث يعد مركزا للعاصمة ، وتضم أربعة أحياء سكنية هي: جبل الحسين ، وجبل اللويبدة ، والشميساني، و المدينة الرياضية ، وتنسب المنطقة إلى الملك المؤسس عبد الله الأول ، بعد أن كان يطلق عليها اسم ” المنطقة الرابعة ” ، وتكون بذلك تسمية المدينة الجديدة، والتي من المرجح اطلاق اسم العبدلية عليها، نسبة إلى الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية..

هنا …لزاما علينا أن نتوقف عند مشروع ” الترانسفير الإسرائيلي ” ، الذي يهدف إلى تهجير المزيد من الفلسطينيين ، وتجنيسهم بالجنسية الأردنية ، والعمل على تفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين ، لإتمام المخطط الصهيوني الهادف الى تعزيز الوجود اليهودي فيها على حساب الوجود الفلسطيني ، بفرض الكيان الصهيوني ما يسمى بالمحاصصة السياسية ، ونتوقف أيضا عند أعداد اللاجئين السوريين الذين لن يمكنهم حل الازمة السورية من العودة إلى بلادهم لأسباب سياسية داخلية بحته ، وخاصة أن بعضهم من حملة “الوثيقة”.

هذه المخططات التي تتزامن مع مشروعنا الجديد، ومع كل التخمينات والتحليلات التي اطلقت من هنا وهناك، منذ أن أعلن عن نية إنشاء ” مدينة جديدة ” ، تضعنا أمام سؤال واحد مهم ، لم يتم التطرق اليه ، والذي قد يكون عن قصد ، بعد توجيه فكر الجميع نحو مكان المدينة واسمها، والسؤال هو : من هم السكان الجدد ؟!

الأيام وحدها كفيلة بأن تكشف لنا عن هويتهم ، وماهية الاتفاقيات التي أبرمت لهذه الغاية؟

إغلاق