قالت صحيفة “فايننشال تايمز”، إن هناك تزايد فى مشاعر العداء تجاه اللاجئين السوريين فى تركيا ولبنان والأردن، وهى البلدان التى تستضيف أكبر عدد منهم، فى ظل تراجع الأوضاع الاقتصادية وتغير المشهد السياسى فى المنطقة.
وأضافت الصحيفة، أن منظمات الإغاثة تحذر أنه رغم استمرار إراقة الدماء فى سوريا، إلا أن هناك ضغوط سياسية متزايدة عليهم لمغادرة البلدان المضيفة لهم للعودة إلى ديارهم.
ونقلت الصحيفة عن دانييل جوريفان من المجلس النرويجي للاجئين: “هناك رد فعل مضاد للاجئين يتزايد باستمرار، فضلا عن زيادة المناقشات حول عودة اللاجئين والتى لا تتطابق مع ما يحدث على الأرض فى سوريا“.
وأضافت الصحيفة، أن دراسة حديثة أجرتها جامعة بيلجى فى اسطنبول أظهرت أن 75 % من المواطنين الأتراك يعتقدون أن المجتمعات التركية والسورية لا يمكن أن تعيش فى سلام، وقال ما يقرب من ثلثى المستطلعين – بمن فيهم 45 % من ناخبى أردوغان – إن سياسات الحكومة تجاه السوريين كانت خاطئة.
واعتبرت الصحيفة، أن مشاعر العداء تلك أصبحت تشكل الخطاب السياسى، فمثلا يقول الرئيس التركى رجب طيب اردوغان أن أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية التركية فى عفرين هو تمكينهم من العودة إلى ديارهم، على الرغم من أن معظم اللاجئين في البلاد ينحدرون من أماكن أخرى فى سوريا.
ورغم أن اللاجئين يجلبون منافع اقتصادية عن طريق إنفاق المال، وبدء الأعمال التجارية وتوفير العمالة الرخيصة، إلا أن الحكومات المضيفة أنفقت مليارات الدولارات لدعمهم، بحسب فايننشال تايمز، وأوضحت أن المسئولين اللبنانيين يقولون إن أزمة اللاجئين كلفت البلاد أكثر من 20 مليار دولار، بينما تقول الأردن أن الأزمة كلفتها 10 مليارات دولار، وتقول أنقرة إنها أنفقت 30 مليار دولار.
ورغم التحول العام فى الموقف من اللاجئين، إلا أن المسئولين الأتراك يواصلون العمل وراء الكواليس لتحسين وصول اللاجئين إلى التعليم والخدمات الصحية، لكن فى لبنان يقول السوريون إن السلطات تصعب بقائهم.