سياسة

رئيس مجلس الاعيان يناشد الاردنيين الانحياز الى صف الوطن

بحث مجلس الأعيان خلال اجتماع تشاوري عقده برئاسة رئيس المجلس فيصل الفايز أمس الثلاثاء، عددا من القضايا والتحديات التي يواجهها الوطن، والتجاوزات الخطيرة على هيبة الدولة والقانون.

وأشار الفايز الى ممارسات تستهدف العبث بالنسيج الاجتماعي والتشكيك بالمنجزات والإساءة الى الرموز الوطنية، في ظل تحديات وضغوطات تواجه الوطن، وحالة فوضى تشهدها المنطقة رتبت على الاردن اعباءً أمنية واقتصادية واجتماعية كبيرة. وناشد الجميع في مختلف مواقعهم الانحياز الى صف الوطن، في ظل هذه الظروف الحرجة والحساسة، مبيناً ان الاردن بحاجة اليوم الى كلمة سواء تعزز تماسك النسيج الاجتماعي، ليبقى هذا الحمى الاردني الهاشمي قلعة حصينة، وان لا نقف متفرجين امام تزايد خطر خطاب الكراهية والفتنة والفوضى وانتشار الظواهر السلبية.

وقال الفايز: علينا ان ندرك جميعا ان الدولة هي التي تحمي الحقوق وتصونها عند الاختلاف، داعياً الى فرض هيبة الدولة وعدم السماح لأحد بالتجاوز عليها، وان تعمل الجهات المعنية بتنفيذ القانون على ترسيخ مبدأ العدالة والمساواة والشفافية، ووقف الانفلات والفوضى. وتساءل لمصلحة من يقوم البعض بالاستقواء على الوطن، وتتم الاساءة للمؤسسات الدستورية، والرموز السياسية والوطنية ؟ ولماذا يسعى البعض الى بث خطاب الكراهية والفتنة؟ والاصرار على هدم كل منجز وطني والتشكيك بكل موقف للاردن بهدف اشاعة الفوضى واضعاف مواقفه العروبية التي لم يقايض عليها يوما؟وعبر في هذا السياق عن الفخر والاعتزاز بالقيادة الهاشمية ومواقفها الوطنية والقومية والانسانية، وان جلالة الملك عبدالله الثاني هو الرمز والقدوة والقائد .
وشدد على ان محاربة الظواهر السلبية في المجتمع، ليس بمحاربة العشائر الاردنية بإرثها الوطني الكبير، وقيمها وعاداتها النبيلة، فالتصدي لمختلف الظواهر السلبية في مجتمعنا يكون بتطبيق القوانين على الجميع بحزم وعدالة، وكما اكد جلالة الملك عبدالله الثاني اكثر من مرة فإنه لا احد فوق القانون، ولا احد اكبر من الدولة، مهما كان انتماؤه العشائري والاجتماعي والمناطقي.
واشار الى هناك من يدعي بأن العشائر في الاردن تشكل عقبة امام اقامة الدولة الحديثة والمدنية، وهذا أمر مرفوض ولا يتسق مع الواقع، فمنذ الامارة كانت العشيرة هي الاساس في بناء الدولة الاردنية وساهمت في تثبيت اركانها، وهي لم تكن يوما الا في خندق الوطن.
واضاف: ان الاردن ومنذ التأسيس شكل حالة فريدة في المنطقة يشار اليها بالاعجاب والتقدير لقيادتها الهاشمية؛ اصحاب المشروع العروبي الوحيد الذي عمل على جمع شمل الامة، والدولة الوحيدة في العالم التي تحتضن بدفء مئات آلاف اللاجئين والنازحين من العرب وغيرهم الفارين بأرواحهم من الظلم والقهر والاستبداد.
وتابع: لم تشهر قيادة الاردن الهاشمية عبر تاريخها السيف بوجه أخ عربي، بل ان دماء ابنائه الطاهرة روت كل بقاع وطننا العربي من محيطه الى خليجه دفاعا عن القضايا العربية والقدس والاقصى وقيم الحرية والعدالة والكرامة، مشيرا الى ان القيادة الهاشمية على مسافة واحدة من الجميع، ولم تعرف عبر تاريخها المشرف لغة العنف والبطش، بل حافظت على الوطن وقدمت كل ما تستطيع من اجل عزته وشموخه وكبريائه.
وقال: لا نستطيع ان ننكر وجود تغيرات طرأت على تصرفاتنا بحيث اصبحنا نشاهد ممارسات غير مألوفة في مجتمعنا ولا تنسجم مع عاداتنا واعرافنا، وهي ظواهر يزداد خطرها على النسيج الاجتماعي، واخطرها انتشار خطاب الكراهية الذي ازداد شراسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما ادى الى خلق حالة من الاستقطاب داخل المجتمع، وتم فيه تجاوز كافة المحرمات بهدف خلق صراعات داخل مجتمعنا من خلال الخوض في خصوصيات الافراد والتشهير بهم واغتيال الشخصية وتوجيه التهم جزافا دون بينة أو أدلة.
واوضح ان الاردن بقيادته الهاشمية الحكيمة شكّل على الدوام قصة انجاز وتحد كبيرة، فهذا البلد الفقير بموارده الغني بقيادته وشعبه استطاع ان يحقق انجازات كبيرة في مختلف القطاعات عز نظيرها من حولنا، فمنذ تأسيس الدولة الحديثة استطاعت القيادة الهاشمية مع العشائر الاردنية والجيش من تشكيل هوية وطنية جامعة وبناء مؤسسات دستورية ووطنية راسخة.
وقال .. اننا اليوم وبفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني ومنعة اجهزتنا الامنية والعسكرية ووعي شعبنا الاردني الوفي استطعنا تحقيق انجاز كبير وعظيم يتمثل بقدرتنا على المحافظة على امننا واستقرارنا، في ظل الفوضى والدمار الذي نشهده من حولنا، متسائلا لماذا يعيب علينا البعض في الداخل هذا الانجاز والذي شهد لنا العالم به؟وجرى خلال الاجتماع حوار موسع عرض خلاله الأعيان لتصوراتهم عن التحديات الوطنية من مختلف جوانبها، مؤكدين أهمية تضافر جهود الجميع لمواجهة أعباء تلك التطورات وانعكاساتها السلبية.
وطالبوا بفرض هيبة الدولة وسيادة القانون في مواجهة جميع الظواهر السلبية التي تهدد النسيج الاجتماعي.

إغلاق