سياسة
80 % من الأحداث الجانحين تعيش أسرهم دون خط الفقر
أظهرت دراسة بحثية حول “أنماط التنشئة الأسرية ودورها في جنوح الأحداث” أن نحو 80 % من الأطفال في نزاع مع القانون يعيشون بأسر بدخل شهري دون حد الفقر”.
وبحسب الورقة التي اعدها باحثون من شرطة الأحداث ومؤسسة نور الحسين وتم عرضها خلال مؤتمر بحث الاستراتيجيات الخاصة بالأحداث والطفولة والذي نظمته المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي ومديرية شرطة الأحداث مؤخرا هناك علاقة ارتباطية بين ظاهرة التسرب من المدارس وظاهرة جنوح الأحداث حيث تؤثر كل منهما بالأخرى. كما أن هناك علاقة بين تدني المستوى الأكاديمي وجنوح الأحداث.
وبينت النتائج في الدراسة التي تم اعدادها خلال الفترة من مطلع العام الحالي وحتى منتصف الشهر الماضي أن نحو “45 % من الأحداث فقط منتظمين في الدراسة، كما أن التحصيل الدراسي للمنتظمين بشكل عام كان متدنيا في حين يعاني 27 % من صعوبات التعلم”.
كما أن أعلى فئة عمر تعرضوا لظاهرة جنوح الأحداث( 15-17) حيث بلغت نسبتهم نحو 80 %”.
ووفقا للدراسة، فإن “أعلى عدد من جنوح الأحداث في منطقة وسط المملكة حيث بلغت النسبة المئوية 59 %، يليها الشمال بنسبة 31 % واقليم الجنوب أدنى نسبة بواقع 10 %.
كما أظهرت الدراسة والتي شملت عينة عشوائية لنحو 186 مراهقا من الجانحين سواء محكومين أو موقوفين والذين راجعوا مكاتب شرطة الأحداث أن “نحو 45 % من هؤلاء الأحداث منخرطين في سوق العمل أكثر من نصفهم يعملون بعدد ساعات عمل يومي يتراوح بين 8 الى 14 ساعة يوميا.
وأشارت الدراسة إلى أن 90 % من الذكور و10 % فقط نسبة الاناث الجانحات، كما أن عامل التفكك الأسري قد أضحى من العوامل الأكثر حضوراً لجنوح الاحداث، حيث بينت أن ثلث الأحداث ينتمون الى عائلات يكون بها الابوان منفصلين أو مطلقين، اما من حيث الاقامة فيقيم 66 % من الأحداث مع أسرهم.
وحول عوامل انحراف الأحداث بينت الدراسة، أن التفكك الأسري كعامل أساسي في الجنوح، وكذلك عوامل شخصية تتضمن ( العوامل الوراثية، العوامل الجسمية، العوامل العقلية، العوامل النفسية، والعوامل البيئية التي تتضمن ( عوامل داخلية مثل:الدخل، التفكك الأسري، التنشئة الاجتماعية غير السليمة )، وعامل أنماط التنشئة الأسرية وعوامل أخرى غير مباشرة: زيادة عدد السكان، وارتفاع نسبة البطالة، والتغيرات التي طرأت على التنشئة الاجتماعية وغيرها من العوامل.
وحول خصائص أسر هؤلاء الأطفال بينت الدراسة أن هناك علاقة ارتباطية بين مستوى تعليم الوالدين وتوجه الحدث نحو الجنوح. حيث أن معظم الجانحين هم لاباء من مستوى تعليمي متدن أو من غير المتعلمين.
وبحسب الدراسة فإن 18 % فقط من الأحداث أباؤهم يحملون شهادة ثانوية عامة فما فوق في حين 26 % من الآباء غير متعلمين اطلاقا، كذلك الحال للامهات فقد بلغت نسبة غير المتعلمات من الأمهات 24 % حيث بلغت نسبة المتعلمات بعد الثانوية العامة ما يقارب 16 % وبذلك بلغت نسبة الامهات غير المتعلمات أكبر من المتعلمين من الامهات.
وتم تشخيص 11 % من الأحداث الذين شملتهم الدراسة بأمراض نفسية، حيث يعاني 4 % من الاكتئاب، 2 % الفصام، الاضطراب ثنائي القطبية 1 %، القلق 1 % و2 % أمراض نفسية أخرى.
واوصت الدراسة بأن تأخذ برامج التوعية وبناء الشخصية الموجهة للمراهقين خاصية اثبات الذات كمكون رئيسي في البرنامج من خلال الأنشطة التربوية الموجهة لهذه الفئة.
كما دعت الدراسة وزارة التربية والتعليم العمل على ضبط التسرب المدرسي من خلال تطوير منهجيات التعليم وطرق التقييم، وتطبيق مبدأ إلزامية التعليم وإعادة كل من ينقطع عن التعليم إلى صفه. وكذلك العمل على تحسين المناخ المدرسي بحيث تصبح البيئة التعليمية جاذبة وليست طاردة للمراهق.
وأوصت الدراسة بتفعيل القوانين الخاصة بعمالة الأطفال في الأردن، وملاحقة أرباب العمل قانونيا في حال استغلال الأطفال في العمل وأن تراعي الاستراتجيات الوطنية توعية الأسر ذوي المراهقين نحو آليات التفاعل مع أطفالهم وحمايتهم من الجنوح، وخاصة من فئة متدني الدخل.
(وكالة انباء سرايا)