سياسة

الأمانة تسعى لزيادة إنتاج الكهرباء من الغاز

نجحت أمانة عمان الكبرى بتحسين الواقع البيئي شرقي عمان، من خلال استثمار مكب الغباوي الذي يبعد 30 كليومترا عن العاصمة، وتحويله من بؤرة بيئية ساخنة إلى مشروع ريادي يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بواقع (175) ألف طن مكافئ من خلال حرق (19) مليون متر مكعب من غاز الميثان سنوياً.

مشروع الغاز الحيوي لتوليد الطاقة الكهربائية الذي انطلق بالفعل في مكب الغباوي، حقق وفراً مالياً على فاتورة الكهرباء لأمانة عمان بلغ (5.5) مليون دينار، من أصل القيمة السنوية البالغة (13) مليون، وفق ما صّرح به لـ (الرأي) نائب أمين عمان لشؤون البيئة المهندس باسم الطراونة.

وسيحفّز المشروع باقي محافظات المملكة المعنية في إدارة النفايات الصلبة لتحذو حذو أمانة عمان، ويمكن الاستفادة من تجربتها في هذا المجال، لتحقق عوائد مالية من جهة، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتحسين الواقع البيئي من جهة ثانية.

ورغم نجاح التجربة وإن كانت متأخرة، فهي نواة للتوسع في مشاريع استخراج الطاقة من النفايات على مستوى المملكة، فكميات النفايات التي يتم جمعها في معظم بلديات المحافظات تشكل ثروة وطنية إن أُحسن استثمارها.

ويُعتبر المشروع نقطة إنطلاقة نحو تحقيق أهداف أمانة عمان لإعادة الإعمار والتنمية واستخدام الطاقة النظيفة، كما أن تعاون الأمانة مع البنك الأوروبي والهيئات الدولية لتنفيذ العمل، يسهّل عملية الاستثمار والتوسع بها، ذلك أن الكلفة باهضة في البداية.

وبيّن مدير مشروع الغاز الحيوي المهندس أمين الصرايرة الى $، ان المشروع أنتج في مرحلته الأولى (4.8) ميغا واط كهرباء، وهو قابل للتوسعة لإنتاج 2 ميغا واط في المراحل المقبلة، بما يوفر من كلفة الكهرباء على أمانة عمان.

وأشار إلى أن هدف المشروع الأساس هو تحسين الواقع البيئي وهو من أولويات أمانة عمان، كما أن إدارة النفايات الصلبة تعد من أكبر التحديات التي تواجه الدول، ولذلك فإن الإستفادة منها بعد جمعها وطمرها، له عوائد كبيرة، سواء لجهة إنتاج الغاز، أو التقليل من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ولفت إلى أن العمل بدأ عام 2017، حيث تم توريد منظومة محركات الغاز، والمولدات، والربط على الشبكة الكهربائية، ليصار في النهاية إلى توليد الطاقة الكهربائية وتصديرها من خلال استغلال حرق الغاز المتولد من تحلل النفايات، وتحوله إلى طاقة كهربائية.

وذكر أن كلفة المشروع وصلت إلى (21) مليون دينار مقدمة من كمنحة من البنك الأوروبي لتنفيذ المشروع بمعاييرعالمية، من خلال طمرها ووضع أنابيب لجميع الغاز الناشىء من المكب، ثم تحويله إلى طاقة كهربائية عبر محطة توليد خاصة لهذه الغاية، وربطها على الشبكة الكهربائية (LFG).

ولفت الصرايرة، إلى أن مشروع الغاز الحيوي من مكب النفايات الغباوي يأتي ضمن التزامات الأردن الدولية، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والتغير المناخي، وكذلك الحد من الانبعاثات الكربونية، كما هو مرتبط إيضا بالاتفاقيات المتعلقة بالمدن الخضراء.

ويعزّز المشروع منظومة الأمن البيئي والطاقة النظيفة، لأنه تصميمه جاء بمعايير عالمية حسب الصرايرة، كما أن الهدف منه إنتاج طاقة من مصادر نظيفة توزع لعمان من خلال شركة الكهرباء الوطنية، ومن ثم توزيع الكهرباء من خلال ما يسمى بنظام «التوزيع بالعبور»، ويعني ذلك أن تؤخذ الطاقة المنتجة من المكب على شكل رصيد لأمانة عمان يتم خصمها من إجمالي الطاقة المستهلكة.

ويعتبر مكب الغباوي للنفايات الصلبة الذي يقع 30 كليومترا شرق عمان من المكبات البيئية الصحية، حيث دشن في عام 2003، ويستقبل الآن نحو 4000 طن من النفايات الصلبة يومياً من عمّان ومدينتي الزرقاء والرصيفة المجاورتين.

 

(بترا)

إغلاق