مال واقتصاد
121مليون صافي أرباح (البوتاس) نهاية الربع الثالث بنمو 36%
أعلن رئيس مجلس ادارة شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة أن أرباح شركة البوتاس العربية الصافية حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي بلغت (121) مليون دينار مقارنة مع (89) مليون دينار خلال نفس الفترة من العام الماضي وبنسبة نمو بلغت (36%).
وقال الصرايرة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة بحضور الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور معن النسور ونواب الرئيس التنفيذي في الشركة وتم الاعلان فيه عن النتائج المالية وأهم المؤشرات حتى نهاية الربع الثالث من العام 2019، والخطة الإستراتيجية للشركة للعشرة أعوام القادمة والتي أقرها مجلس الإدارة الأسبوع الماضي، أن 73% من أرباح شركة البوتاس العربية لهذا العام تذهب الى الحكومة.
وأعلن الصرايرة ان مجلس ادارة البوتاس قرر نقل مبنى ادارة شركة البوتاس الى الكرك منطقة غور الصافي، مشيرا الى ان المقاول بدأ العمل في بناء المبنى الجديد للشركة في منطقة الصافي،لافتا الى ان هذا الموضوع كان مطلبا قديما للكثير من المسؤولين وعدد من النواب مشددا على اهمية نقل مبنى الادارة الى منطقة العمل ودوره في التخفيف والتسهيل على مراجعين الشركة وكذلك التخفيف من حالة الاكتظاظ الذي تعانيه بعض مناطق العاصمة مشيرا في الوقت ذاته الى ان نقل ادارة الشركة الى منطقة الصافي تحمل بعدا تنمويا سوف ينعكس على ابناء المنطقة والمساهمة في تنميتها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرباح تحققت نتيجة لتطبيق خطة متكاملة ومستدامة تهدف إلى تعظيم العائد من منشآت الشركة، وهذا تمخض عن تحقيق أرقام قياسية جديدة على مستوى كميات مبيعات وإنتاج مادة البوتاس حتى نهاية الربع الثالث من العام 2019، إذ بلغت كميات إنتاج مادة البوتاس (1.88) مليون طن في حين بلغت كميات مبيعات مادة البوتاس (1.83) مليون طن، وهذه الكميات هي الأعلى تاريخياً منذ بدء الإنتاج في الشركة ومن المتوقع أن تنعكس هذه الإنجازات إيجابياً على ربحية الشركة حتى نهاية العام الحالي.
كما أشار الصرايرة إلى الدور المهم الذي تلعبه شركة البوتاس العربية في الإقتصاد الوطني من خلال رفد خزينة المملكة بالعوائد والرسوم والضرائب، حيث بلغ مجموع ما تحقق على الشركة من ضرائب ورسوم تعدين وتوزيعات أرباح وتم دفعه إلى خزينة المملكة الأردنية الهاشمية خلال العام الماضي حوالي (71) مليون دينار، ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم للعام الحالي 2019 بنسبة (58%) ليصل إلى (112) مليون دينار، كما أن الشركة تعد من أكبر المساهمين في رفد إحتياطي العملات الأجنبية في المملكة، حيث رفدت الشركة وشركاتها التابعة والحليفة مخزون العملات الأجنبية في المملكة بحوالي (900) مليون دولار حتى 30 أيلول من العام الحالي.
وركزت الشركة في خططها وموازناتها المالية للأعوام القادمة على التوسع في الإنتاج، بحيث تكون التوسعات المستقبلية أفقية وعامودية من خلال التوسع في إنتاج مادة البوتاس بالإضافة إلى أسمدة مشتقة أخرى من خلال عدة مشاريع. وأوضح الصرايرة أن العمل جار على التوسع في الإنتاج بواقع (140) ألف طن سنوياً من خلال مشروع السد رقم (19)، وتقوم الشركة حالياً بإجراء دراسات الجدوى لمشروع التوسع في منطقة غور فيفا جنوبي البحر الميت والتي سينتج عنها زيادة الإنتاج بحوالي (500) ألف طن، وتعمل الشركة بالتعاون مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية على تقييم مخزون البوتاس في منطقة اللسان من خلال تمويل الدراسات الفنية والتي تم إحالتها مؤخراً، وبخصوص التوسع في المواد المشتقة أوضح الصرايرة أنه ومنذ منتصف العام الحالي 2019 وبعد أن استلمت الإدارة الأردنية زمام إدارة الشركة تم البدء بدراسة جميع الخيارات المتاحة للاستغلال الأمثل لأملاح البحر الميت والخامات الأردنية الاخرى، وذلك لتصنيع العديد من مواد الأسمدة والكيماويات ذات القيمة المضافة العالية بالإضافة لمحاولة استغلال الأسمدة الفوسفاتية والتي تصدّر حالياً بصورتها الخام، وعرضت الشركة أمثلة عن أهم المواد التي يتم دراستها وهي: الكلورين، والبوتاس الكاوية، والصودا الكاوية، والأسمدة المتخصصة: أحادي وثنائي فوسفات البوتاسيوم، وأحادي فوسفات الأمونيوم، ونترات البوتاسيوم.
وفي سياق حديثه عن برنامج المسؤولية المجتمعية أوضح الصرايرة أن الشركة أنفقت حتى نهاية الربع الثالث من هذا العام ما مجموعه (11.4) مليون على هذا البرنامج، والذي شمل قطاعات متعددة من تعليم وصحة وخدمة مجتمع ومشاريع بنية تحتية، كما يتضمن برنامج المسؤولية المجتمعية الشراكة مع المجتمعات المحلية في مختلف المحافظات من خلال تقديم (60) منحة دراسية للطلبة المؤهلين من كافة محافظات المملكة للدراسة في برامج تقنية وهندسية في جامعة الحسين التقنية مصممة خصيصاً لوظائف مستقبلية في شركة البوتاس العربية مما يعكس إيمان الشركة بإعداد وتأهيل جيل مبادر خلاّق قادر على العطاء وتأمين وظائف ذات مردود عال من شأنها تأمين حياة كريمة للمبتعثين. هذا بالإضافة إلى أن مشاريع التوسع الأفقية والعامودية للشركة سوف تؤدي إلى تنشيط قطاعات مختلفة في منطقة امتياز الشركة في البحر الميت كالقطاعات الإنشائية وغيرها، والتي سينتج من خلالها تأثير مباشر على تشغيل الأردنيين في تلك القطاعات.
من جانبه عرض الدكتور معن النسور الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية تحليلاً للنتائج المالية للربع الثالث من العام الحالي، والتي أظهرت تنوعاً في إيرادات وأرباح الشركة من خلال تسويق معادن البحر الميت من بوتاس ونترات البوتاسيوم والبرومين، حيث أوضح النسور أن أرباح الشركة حتى نهاية الربع الثالث تأتت بشكل رئيسي من نشاط بيع وتسويق البوتاس والتي شكلت (57%) من صافي أرباح الشركة في حين بلغت أرباح الشركة من نشاط بيع وتسويق مادة البرومين (35%) من خلال حصة الشركة من أرباح شركة برومين الأردن، كما بلغت أرباح الشركة من نشاط الأسمدة المتخصصة والمتمثلة بمادة نترات البوتاسيوم (8%) ومن خلال شركة كيمابكو.
يذكر أن الشركة نجحت من خلال تنويع مصادر الطاقة والإستفادة من إقتصاديات الحجم إلى تخفيض كلفة الإنتاج إلى أدنى مستوياتها خلال التسعة أعوام الماضية، حيث إنخفضت كلفة الإنتاج للطن الواحد بواقع (7.5%) مما ساهم بشكل رئيسي في زيادة ربحية مبيعات البوتاس، وأوضح النسور أن الشركة مستمرة في مجالات الإدارة الكفؤة للكُلف خلال الأعوام القادمة لتعظيم العوائد وزيادة قدرة الشركة على مواجهة المنافسة الشديدة في أسواق الأسمدة بشكل عام والبوتاس بشكل خاص والضغوطات السعرية المتوقعة في سوق الأسمدة العالمي.
كما عرض النسور ملخصاً عن الخطة الإستراتيجية العشرية التي تم إعدادها من قبل المستشار العالمي ديلويت بالتعاون مع الإدارة التنفيذية والتي جرى إقرارها من قبل مجلس الإدارة الأسبوع الماضي، وأشار الدكتور النسور إلى موافقة مجلس الإدارة على خطة إستراتيجية طموحة من شأنها النهوض بالشركة وتحسين موقعها التنافسي بشكل يضمن تحقيق نمو مستدام وتكاملي في صناعة الأسمدة الأردنية، حيث تركزت الخطة الإستراتيجية على تعزيز البنية التحتية للشركة من خلال الإستثمار في أصول ومصانع وسدود الشركة، وفي هذا المجال تم رصد الموازنات الرأسمالية اللازمة بما يضمن إستدامة تلك الأصول لغايات تحقيق أهداف النمو المبتغاة من خلال التوسع في الإنتاج، ومن ثم ستتركز خطة الشركة على تنويع المواد المنتجة والتي سيتم بيعها لقطاع الأسمدة للنهوض بالزراعة من خلال تقديم حلول شاملة ومتكاملة للإحتياجات التسميدية للمزارعين في الدول المستهلكة. كما بين النسور أن الشركة ستعمل بالتوازي على إدخال أحدث أساليب الحوسبة والأتمتة على عملياتها لمواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم والذي من المتوقع أن يعتمد بشكل كبير على الحوسبة والذكاء الإصطناعي.
وشرح النسور أن الخطة الإستراتيجية تم بناؤها في ضوء معطيات العرض والطلب في سوق البوتاس العالمي والذي يعاني حالياً من زيادة كبيرة نسبياً في العرض ما نتج عنه قيام العديد من المنتجين العالميين بتخفيض كميات الإنتاج لديهم وإجراء العديد من الإغلاقات كما إنعكس ذلك على إنخفاض أسعار البيع في الأسواق الآنية والأسواق التعاقدية، وبالتالي قامت الشركة بالتخطيط المسبق لحالة الفائض في العرض في سوق البوتاس من خلال تنويع المنتجات وتعزيز القيمة المضافة من خلال المعالجة الإضافية التي من شأنها إضافة قيمة لمادة البوتاس بدلاً من بيعها كمادة خام وبحيث يتم إيجاد ما يضمن وجود المرونة الكافية في مصانع الشركة لإنتاج أصناف الأسمدة التي تتميز بالطلب العالي. ومن الأمثلة على ذلك نجاح الشركة في زيادة المبيعات من خلال الدخول في أسواق جديدة أهمها السوق البرازيلي من خلال شحنة من البوتاس الحبيبي الأحمر تمت في شهر أيلول الماضي، حيث يعتبر السوق البرازيلي من أكبر الأسواق الآنية ذات المردود العالي، ويمثل إنتاج البوتاس الحبيبي الأحمر أحد قصص النجاح في الشركة، حيث نجحت الشركة من خلال طواقمها الهندسية من تعديل خطوط الإنتاج لتتمكن من إنتاج البوتاس الحبيبي الأحمر المطلوب في السوق البرازيلي، وهنا تجدر الإشارة بأن نجاح الشركة لم يقتصر فقط على تعديلات خطوط الإنتاج وبسرعة قياسية فقط، بل تعدّاه إلى إنتاج بوتاس حبيبي أحمر وبمواصفات فنية فاقت المنتجين التقليديين لهذا النوع من السماد. ومن الجدير بالذكر أن الشركة في المراحل النهائية للإتفاق مع الجهات المستوردة في البرازيل حول شحنة ثانية من البوتاس الحبيبي الأحمر قبل نهاية العام الحالي.
وقدم النسور ملخصاً عن الشراكات الإستراتيجية التي تقوم الشركة بدراستها حالياً وأهمها مع الشركات الصينية المنتجة للأسمدة المتخصصة والتي تمتلك تكنولوجيا ورخصا فنية متخصصة في تصنيع تلك الأسمدة، وأضاف الدكتور النسور أن شراكة شركة البوتاس العربية مع الإتحاد العالمي للأسمدة والاتحاد العربي للأسمدة تمثل عاملاً هاماً، فقد تم مؤخراً الإعلان عن حصول الشركة على الميدالية الذهبية من الإتحاد العالمي للأسمدة في مجال التميز الصناعي «Industry Stewardship» وهي عبارة عن جائزة تقديرية رفيعة المستوى تعطى للمنتج الذي ساهم بشكل متميز في خدمة صناعة الأسمدة في مجالات سلامة المصانع والأمور البيئية، وسيتم تسليم الجائزة للشركة خلال المؤتمر العالمي للأسمدة في نهاية الشهر الحالي.
(الراي)