من حسن محاسنه- مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اختتم وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور وائل عربيات المجلس العلمي الهاشمي السادس والثمانين “الرابع لهذا العام ” الذي عقد بعنوان المذهب الفقهي الحنفي في قاعة المؤتمرات الكبرى في المركز الثقافي الاسلامي التابع لمسجد الشهيد الموسس عبدالله بن الحسين بحضور امام الحضرة الهاشمية سماحة الشيخ غالب الربابعة .
وتحدث رئيس جامعة العلوم الاسلامية سابقا وعضو مجلس الافتاء الاردني الدكتور عبد الناصر ابو البصل حول نشأة المذهب وتميزه مؤكدا ان المذاهب الفقهية الاربعة استقرت في القرون الثلاثة الاولى التي مدحها رسولنا الكريم مبينا ان المذاهب الفقهية ليست احزابا سياسية ولم يدع واحد من علمائها او فقهائها لاتباع انفسهم بل لاتباع الحق لان للمذاهب اصولا وقواعدا وليست مسألة اعتباطية بل مذاهب تقوم على المنهجية والفكر والتي تعمل على انتاج العلماء وتشجيع الفكر والاجتهاد .
واشار الدكتور ابو البصل الى دور الامام احمد في الفقه والزهد وترك حوالي ستين الف مسألة رويت عنه ، وكانت المسائل عبارة عن سؤال وجواب وكان الامام احمد يحلف عليها ويقول اي والله بعد الاجابة .
وبين الدكتور ابو البصل ان مزايا مذهب الامام احمد بن حنبل كثرة الروايات عن الامام وفتح باب الاجهاد ولم يقبل الفقه الافتراضي وانه يعتمد على الدليل كثيرا مؤكدا ان المذهب يعد من ايسر المذاهب في فقه المعاملات والاحوال الشخصية .
وقال استاذ الشريعة والقانون في جامعة الازهر الشريف الدكتور عبدالعزيز عطا انه من يمن الطالع ان اتشرف بحضور هذا العرس العلمي الهاشمي مباركا اهمية وقيمة هذا المجالس ورعايتها ممثلة برعاية جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه ووزارة الاوقاف ودور هذه المجالس في خدمة العلم والعلماء داعيا الله ان يحفظ الاردن قيادة وحكومة وشعبا.
وبين ان المذهب الحنبلي انفرد بميزات كثيرة ومنها اعتماده على النصوص وفقه الصحابة والتابعين مما كان لذلك سعة ومرونة وكان يلجا للقياس عند الضروة ويضع عدة ضوابط للحديث القوي والضعيف ويستند الى سد الذرائع والى المصلحة المرسلة بينها لما لها من سعة كبيرة للحاكم في مجال السياسة الشرعية بان يتخذ الحاكم ما يراه من قرارات وما يحقق مصلحة ما لم تستطدم القرارات مع الشرع مما اعطا ذلك ثراء وحرية .
ولفت الدكتور عطا الى ان الامام لم يهمل القياس والعرف بل ركز كذلك جل اهتمامه على النصوص وسيرة رسولنا الكريم وقصص الصحابة والتابعين وهذه محمدة وليس مذمة .
واشار الى ان البعض قد طعن في فقه الامام احمد مؤكدا ان الامام رضي الله عنه يكفيه شرفا وفخرا ان الامام الشافعي وغيره قد شهدوا له بامامته بالفقه .
وكان مدير الجلسة مدير الوعظ والارشاد بالوزارة الشيخ اسماعيل الخطبا قد اشار الى ان التشريعات الاسلامية واحكامها ينبغي ان تكون محيطة بجميع الحوادث الواقعة او ممكنة الوقوع وهي قابلة للاستجابة لحاجات الزمان والمكان لاتصاف هذه الشريعة بالعموم والمرونة لذلك لا يمكن ان تقع واقعة او حادثة دون ان يكون للاسلام حكما مسندا اليه دليل شرعي .
وقال لما كانت نصوص الشريعة محكومة بالكتاب والسنة والاجماع فان احكام الحوادث والمستجدات غير محددة فقد شرع الله الاجتهاد ليتعرف الناس على الاحكام غير المنصوص عليها بالكتاب والسنة والاجماع ومن هنا جاءت اهمية انعقاد المجالس العلمية الهاشمية لهذا العام حول المذاهب الفقهية .
وبين ان وزارة الاوقاف بدأت العمل على تأهيل الأئمة والوعاظ وتدريسهم المذاهب الاربعة في جامعة العلوم الاسلامية مؤكدا ان عدد الائمة وصل حاليا الى 1604اماما وواعظا والعمل في المرحلة الثالثة سيبدأ في الاول من الشهر القادم بحيث يكون لدينا خلال العام الحالي 3600 امام قد تلقوا علوم المذاهب الفقهية.
وحضر المجلس الذي جرى خلاله مناقشات واستفسارات سماحة مفتي عام المملكة الدكتور محمد الخلايلة وقاضي القضاة الشيخ عبدالكريم الخصاونه وعدد من ضباط القوات المسلحة الجيش العربي وعدد من العلماء والمدعوين .